قضيت عطلة عيد الفطر المبارك في مديرية لودر العز والشموخ، التي تتوسد جبال الكور الشاهقة، وتحتضن كل أبناء محافظة أبين وأبناء اليمن بشكل عام دون تمييز، لودر تعتبر العاصمة للمنطقة الوسطى والمركز التجاري الأكبر على مستوى المحافظة، في لودر تجد اليافعي والكازمي والفضلي والحضرمي والشبواني يتعايشون بكل محبة مع أبنائها، ويمتلكون العقارات والمحلات ويمارسون أنشطتهم وكأنهم في مسقط رأسهم.
في لودر وجدت جميع المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وقيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية، ليس فقط من أبناء لودر بل من جميع مديريات المنطقة الوسطى، يعملون سوياً للحفاظ على وحدة الصف وحل القضايا في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار، رغم السخط على الدولة وما يمارس على محافظة أبين من إقصاء وتهميش، الا أن أبناء المنطقة الوسطى يرون أن الدولة هي طوق النجاة للوطن بشكل عام.
هناك أصوات شاذة وأقلام مأجورة تسيء لمحافظة أبين وللمنطقة الوسطى ولرموزها والبعض منهم محسوبين عليها لكنهم يعملون مع جهات حاقدة على محافظة أبين، ويعتبرون فتح طريق أم حلحل يهدد الأمن القومي، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة، فمديرية لودر تمثل نموذجاً لا يوجد في منطقة أخرى، وإن غابت الدولة او ضعفت لا تغيب عنها الأعراف والقبيلة التي تحافظ على المجتمع من التفسخ والإنحلال.
ولودر لم تغب عن المشهد على مدى التاريخ، ومنها كان المدد للفتوحات الإسلامية، ومنها أنطلق العمل التنظيمي للجبهة القومية، ومنها تم إعلان الحرب ضد الإرهاب في اللجان الشعبية، ومنها انطلقت المقاومة ضد المليشيات الحوثية، وأحرقوا الأرض تحت أقدامهم حتى أنهم أمتنعوا على المرور في الخط العام المؤدي إلى عدن وأستبدلوه بطرق فرعية ترابية، ولا زال أبناء محافظة أبين بشكل عام وأبناء المنطقة الوسطى بشكل عام يرون أنفسهم جزء من الدولة حتى وإن أقصوا منها، ويرون أنفسهم شركاء في التحالف العربي رغم الإهمال.
التقيت بمعظم الشخصيات من أبناء المنطقة الوسطى، وسعدت كثيراً بمتابعتهم لنشاطنا في ملتقى أبين الجامع، وشرحت لهم عن أهداف الملتقى والتقارب الذي أوجده بين أبناء جميع مديريات محافظة أبين، وكان الجميع مؤيد للملتقى وداعمين له، وطالبوا بتوسيع نشاط الملتقى أكثر كون أبين بحاجة إلى هذا الكيان الذي يسعى إلى توحيدها وتبني مطالبها، كما وجدت في الحديث معهم بأنهم رجال دولة من الطراز الأول، يحملون هموم الوطن بشكل عام ولا تغيب عن مجالسهم القضية الفلسطينية.
احمد علي القفيش

