آخر تحديث :الأربعاء-26 مارس 2025-05:30ص
أدب وثقافة

رثاء الشيخ الجليل سالم طاهر الارضي .

الإثنين - 24 مارس 2025 - 01:48 م بتوقيت عدن
رثاء الشيخ الجليل سالم طاهر الارضي .
كتب / عبدالعزيز الحمزة

"سلامٌ على رجلٍ عاش للقرآن ومات على نوره: وداعًا أبا فهد"

في أيامٍ مباركة، تعرج فيها الأرواح الطاهرة إلى خالقها، وتُسطّر في السماء أسماء الصادقين… غاب عن دنيانا علمٌ من أعلام الخير، ورائدٌ من رواد الدعوة، ورجلٌ قلّ أن يجود الزمان بمثله.

رحل الشيخ سالم طاهر الأرضي – أبو فهد، رئيس مجلس أمناء جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، رجل القرآن والبر والإحسان، والداعية الثابت، والبرلماني الصادق، والعاشق الأبدي لمدينة عدن وأهلها الطيبين.

عرفتك يا أبا فهد مبتسم الوجه، نقيّ القلب، خفيف الروح رغم هيبة علمك، وعظمة قدرك… كنت تُحب الدعابة بصدق المحبّين، وتُدخل على من حولك السرور حتى في أحلك الظروف، ووجهك لا يُفارقه النور ولا الابتسامة، كأنك كنت تُقاوم الشدائد بالأمل، وتُطوّع الأحزان بالإيمان.

شهدنا ثباتك حين تتزلزل المواقف، وسمعنا منك طرحًا رصينًا يسكب في الأرواح طمأنينة، ويزرع في القلوب رجاءً… كنت إذا تكلمت أطفأت ضجيج الخوف، وإذا ظهرت بثّت الطمأنينة في النفوس.

منذ بواكير الصحوة الإسلامية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كنت مناراتها، ومن بُناة نهضتها، وقادة مسيرتها. ربيت أجيالاً من الدعاة والمصلحين، وصنعت برجاحة فكرك وعلو همّتك جسورًا للنهضة والتجديد.

وبعد وحدة الوطن، لم تأخذك المناصب عن رسالتك، بل كنت أكثر عطاءً، فأسست الكثير من الجمعيات الخيرية والدعوية، وكنت داعمًا للمشاريع التي تعتني بالفقراء والأيتام والضعفاء، وراعيًا لحلقات القرآن والذكر، ومدارس العلم والنور.

أسست الكلية العليا للقرآن الكريم، ورعيت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، وجعلت من نفسك خادمًا لكتاب الله وداعيةً إليه بالتي هي أحسن، لا يُثنيك عن ذلك تعب، ولا توقفك مشاغل، ولا تُخيفك العقبات.

عدن التي أحببتها حتى آخر رمق، ستبكيك…

ستبكيك أحياؤها القديمة التي شهدت خطواتك، ومساجدها التي صدحت بدعواتك، والقلوب التي أنرتَ ظلمتها بالعلم والقرآن.

يا أبا فهد،

إن الرحيل لا يُغيّب من ترك خلفه نورًا يمشي بين الناس…

نم قرير العين، فإنّا على فراقك لمحزونون، لكننا نحتسبك عند الله من الصالحين المخلَصين، الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رحمك الله رحمة الأبرار، وجعل الفردوس دارك، ورفع درجتك مع النبيين والصديقين، وجعل كل من انتفع بعلمك وعملك في ميزانك إلى يوم الدين.

،—------------

✍️ عبدالعزيز الحمزة

الاحد ٢٣ رمضان ١٤٤٦هجري

٢٣ مارس ٢٠٢٥م