في مديرية المضاربة ورأس العارة بلحج يوجد أكبر مخيم للاجئين في اليمن حيث يستضيف المخيم أخوة لنا في الدِّين من الجنسيتين الصومالية والاثيوبية منذ أكثر من خمسة وعشرون عاماً بعد خروجهم هرباً من الحروب التي أجتاحت بلدانهم
وتعتبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مكتب عدن المسؤول الأول عن هذا المخيم على مدى تلك السنوات وتقدر ميزانية مخيم خرز قبل عام 2024 بعشرة مليون دولار سنوياً توزع على عدة خدمات صحية وتعليمية وخدمية في هذا المخيم
وفي الآونة الأخيرة شهد مخيم خرز عدة تعسفات من قبل مكتب المفوضية السامية عدن ومديرها محمد رفيق نصري وجمعية الوصول إلانساني الشريك الرسمي في مخيم خرز، طالت هذه التعسفات الموظف واللاجئ على حدٍ سوى،وفي يوم الخميس الماضي قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن طريق شريكها الرسمي في المخيم جمعية الوصول الإنساني بإشعار المجتمع اللاجئ بعدم قدرتها على مواصلة علاج الحالات المرضية التي يتم تحويلها إلى مشافي عدن مماشكل صدمة كبيرة لدى الاهالي في هذا المخيم الذي تم تأسيسه في عام 2000م قبل عقدين ونصف تقريباً
يناشد الجميع في مخيم خرز للاجئيين بلحج السلطات اليمنية وفي مقدمتها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك ووزير حقوق الإنسان أحمد عمر محمد عرمان ووزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني ومحافظ لحج اللواء أحمد عبد الله تركي ومدير عام المديرية الشيخ مراد جوبح وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية وكذا الشخصيات الاجتماعية وجميع النشطاء ويدعوا اللاجئين الكل إلى النزول إلى مخيم خرز لمعاينة الوضع و العمل على رفع هذا الظلم عنهم، الذي تمارسه هذه المنظمات التي تدعي الانسانية وتمارس اللاإنسانية، في مجتمع يعاني من ظروف معيشية صعبة بسبب وضع البلد العام.
يعبرّ الاهالي في مخيم خرز عن غضبهم الشديد بسبب هذه التصرفات التي تعكس عدم صدق ألأخبار التي يتم تداولها عند عقد الاجتماعات والنقاشات بين السلطة المحلية ومكتب المفوضية عدن وفي الاجتماعات يتم التعبير عن تحسين الوضع في مخيم خرز للاجئين، ومايحصل على الواقع عكس ذلك حيث باتت المفوضية السامية والسلطة المحلية بلحج تستغل تلك الاجتماعات والنقاشات للإستهلاك الاعلامي فقط فالواقع في المخيم مؤلم وصادم
فالمجمع الصحي في مخيم خرز لم يتبقى منه سوى الاسم فقط، بعد خلوّهْ من الأدوية الخاصة بالأطفال، والمغذيات، والمعدات الطبية الناقذة للحياة، وحتى الكانولا لاتوجد في مجمع صحي تصرف عليه الأمم المتحدة ملايين الدولارات، وأصبح المريض يواجه الموت المحقق في داخل المجمع الصحي أو حتى عند الخروج منه بعد تخلي المفوضية عن دورها في إسعاف الحالات ومتابعتها في مشافي عدن، فأصبح المريض اللاجئ في هذا المخيم بين موتين وليس موت واحد
فالسؤال الآن الذي يطرحه الجميع في مخيم خرز للاجئيين بلحج هو من ينتصر لهؤلاء الضيوف واللاجئين الذين شاءت الأقدار بهم ليواجهوا هذا المصير الذي تمارس فيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مكتب عدن كل معاني القهر والإذلال والتعسف من خلال حرمانهم من الكثير من حقوقهم التي كفلتها لهم قوانيين حقوق الإنسان خصوصاً أن هذه المنظمات هي التي من قامت بإحتضانهم والإهتمام بهم خلال السنوات الماضية رغم كل ممارسات الفساد التي مارسها مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مكتب عدن من خلال حرمانهم من كافة حقوقهم ولم يصل إليهم إلا الفتات مقارنة بالاموال التي تصرف بإسم هذا المخيم
وللتأكد من الوضع التقيت بأحد الأخوة اللاجئيين في هذ المخيم وسالته عن تداعيات القرار الأخير القاضي بعدم إعتماد المفوضية لمهمتها المعتادة في علاج المريض اللاجئ في مستشفيات عدن، فشرح لي قصة مؤلمة حدثت مع أحد الاقرباء له في المخيم عندما تم تحويله إلى عدن وطلبت الدكتورة المختصة عمل أشعة مقطعية للمريض وهو مارفضته المفوضية، وعدم قدرة اللاجئ على توفير مبلغ الأشعة، مما أضطر المرافق للعودة بالمريض إلى المخيم دون إستكمال إجراءات علاجه
فكيف تستخدم هذه المنظمات شعار الإنسانية وحقوق الإنسان طالما تمارس تصرفات تتناقض مع شعاراتها وأهدافها وماهو دور جمعية الوصول إلانساني الشريك الرسمي للمفوضية في المخيم هل التستر على هذه التصرفات والممارسات التي لايقبلها ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقنا السمحاء فاللوم كل اللوم يقع على جمعية الوصول الإنساني بسبب قبولها الشراكة وبذلك تعتبر جمعية الوصول الإنساني شريك أساسي في هذه المعاناة التي يعيشها أخوة لنا في الدين، كما يعتبر اللاجئون ضيوف كرام، فعلى الجميع القيام بدوره لإعادة بعض حقوق شريحة كبيرة تعاني الأمرين في مخيم خرز للاجئين بلحج، فلايستطيع اللاجئ حتى شراء أبسط الأدوية وبين ملائكة الإنسانية في مخيم خرز وملائكة الرحمة في مشافي عدن يموت اللاجئ فما أجمل الشعارات وما أغرب النتائج والواقع الذي يعكس زيف شعارتنا، وإذا كان هذا الزمن هو زمن النفاق والمنافقين فالحقيقة تقول نفسها مهما كان الثمن.