آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-03:33م
ملفات وتحقيقات

الرئيس علي ناصر يكشف عن طلب الرئيس صالح من السعودية وعمان منح اسرة حميد الدين و البيض الجنسية للتوقف عن النشاط السياسي

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - 10:57 ص بتوقيت عدن

الرئيس علي ناصر  يكشف عن  طلب  الرئيس   صالح   من السعودية وعمان منح اسرة حميد الدين و البيض الجنسية للتوقف عن النشاط السياسي

إعداد/ د. الخضر عبدالله:



عرس حميد الدين في بيروت

بعد ان أشار الرئيس علي ناصر محمد في حديثه الماضي حول العلاقات بين صنعاء والرياض بعد حرب الجمهوريين والملكيين.. في هذا اللقاء الجديد يفتح الرئيس ناصر أسرارا كانت بالغة التحفظ .. ويقول مسترسلا في حديثه:" بعد المصالحة "الوطنية" عام 1970 بين جمهوريّي حركة 5 نوفمبر والمملكة العربية السعودية، وليست في الواقع بين الجمهوريين والملكيين، كما يحلو للبعض القول، لأن قرارَي الحرب والسلم كانا بيد السعودية وحدها. صحيح أنّ الملكيين لم يحاربوا بالوكالة عن السعودية 100%، لأنهم كانوا يسعون لاستعادة مملكتهم، ولكن ككل مقاتل لا يملك قراره، ولا الاستراتيجية القتالية، ولا الموارد لتمويل حربه، يصبح الخوض في قراره المستقل حرباً أو سلماً عبثياً. تلت المصالحةَ إقامةُ علاقات دبلوماسية بين الجمهورية العربية اليمنية والمملكة العربية السعودية في 23 تموز/ يوليو 1970، كما أشرنا آنفاً، نتج منها توزُّع بيت حميد الدين بين السعودية والأردن وألمانيا وأميركا وبريطانيا وغيرها من دول العالم، واهتمامهم بتعليم أولادهم في أفضل المدارس والجامعات، ما مكّنهم بعد تخرجهم من العمل في بنوك وشركات وتبوّء مناصب قيادية مرموقة، كما علمت من بعضهم عندما التقيت بأكثر من 100 شخصية منهم في بيروت خلال حفل زفاف حضره أهمّ أولاد الإمام يحيى حميد الدين وأحفاده، وفي مقدمتهم الابن الأصغر عبد الرحمن بن يحيى حميد الدين الذي تجاوز الثمانين. وقد شاركت في ذلك العرس العائلي لأنني ارتبطت بعلاقات صداقة بعد خروجي من السلطة عام 1986 مع الأميرين محمد بن الحسين، والحسن بن الحسين وغيرهما.

هذا ما قاله السلال!!



وواصل الرئيس ناصر حديثه وقال:" وكان قد دُعي إلى الحفل السيد عبد الرحيم مراد، عضو مجلس النواب والوزير السابق لوزارتي الدفاع والتربية والتعليم في لبنان. وفي الأثناء، تذكرت حديث المشير عبد الله السلال (أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية 1962 - 1967) عن أسرة حميد الدين، عندما قال إنها استفادت من الثورة بخروجها من اليمن وتعليم أبنائهم وتولي بعضهم مناصب مهمة في مؤسسات وشركات ومصارف وغيرها من المجالات المحترمة، وإنهم يحملون الشهادات الجامعية ودرجات الماجستير والدكتوراه، بينما استمررنا بعد قيام الثورة في اليمن نتضارب ونتصايح ونتقاتل.

الجنسية السعودية

وقال الرئيس ناصر" وبعد ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية عام 2000، طلب علي عبد الله صالح من السعودية وقف المساعدات التي كانت تقدمها لقوى يمنية عديدة، من بينها الملكيون (سابقاً)، لكنّ الحكومة السعودية خفضت مساعداتها إلى 50% (لأن قطع العادة عداوة كما قال علي عبد الله صالح)، ولكنها لم تمسّ ميزانيات مشايخ الهضبة الشمالية، وهي الأكبر. وبعد سنوات قليلة مُنحَ جميع أحفاد الإمام يحيى من أسرة حميد الدين الجنسية السعودية، بطلب من علي عبد الله صالح، لكي لا يُسمح لهم بالقيام بأيّ نشاط سياسي في المملكة أو اليمن أو خارج المملكة، (جديرٌ بالذكر أنّ الجنسية السعودية مُنحت لهم بعد أربع أو خمس سنوات، لا بعد اتفاق الحدود مباشرةً، وقد نشرت كل الصحف السعودية، بما فيها الحياة والشرق الأوسط، صفحة كاملة عن القرار الملكي بمنح أحفاد الإمام يحيى الجنسية. وفي خطاب لصالح، وعد بإعادة أملاك أسرة حميد الدين التي صودرت بعد ثورة سبتمبر أو التعويض عليهم، وقد أغضب ذلك الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد، الرجل القوي قبلياً في اليمن، والمعروف عنه أنه استولى بعد ثورة سبتمبر مباشرةً من دون قانون أو تعويض على بعض أراضيهم وبيوتهم ومزارعهم، ولم تسلم منه حتى جنبية الإمام يحيى، وهي الأغلى ثمناً في اليمن) لاعتقاده أنهم عندما يصبحون مواطنين سعوديين سيحترمون سيادة اليمن وحكومته! ولكن حدث أن مُنع الأمير محمد بن عبد الله بن الحسن بن يحيى حميد الدين من دخول المملكة العربية السعودية، ليس فقط لأنه زار اليمن، بل أيضاً لأنه خلال زيارته نُمِيَ إلى علم السعودية أنه التقى بأنصار الله في صنعاء، ما أدى إلى منعه من دخول المملكة، ولم يشفع له كونه والد العريس ويحمل الجواز السعودي. ولهذا السبب أُقيم حفل العرس في فندق موفنبيك ببيروت التي يعيش فيها الأمير محمد، رغم أنّ العروسين يعيشان في الرياض، وقد عبّر لي الأمير شخصياً عن انزعاجه من القرار.



ضعف الحراك الجنوبي



وتابع الرئيس ناصر حديثه قائلا:" وكما طلب علي عبد الله صالح من السعوديين منح بيت حميد الدين الجنسية السعودية، فقد طلب قبل ذلك من العُمانيين منح الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض، الذي هرب إلى سلطنة عُمان عقب هزيمته في حرب 1994، وأولاده الجنسية العمانية، لا حباً بالبيض، بل لمنعه من القيام بأيّ نشاط سياسي معادٍ لنظامه. وقد التزم علي سالم البيض شروطَ استضافته، فلم يمارس أيّ عمل سياسي. وهنا يروي السفير علي محسن حميد، أنه عندما كان سفيراً للجامعة العربية في لندن، اتصل به البروفيسور ألفرد هاليداي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن للاقتصاد –London School of Economic والمتخصص في الدراسات اليمنية والإيرانية، ليبلغه بأنه لأول مرة يُدعى إلى زيارة مسقط، وأنه يودّ أن يلتقي بالبيض. اتصل السفير حميد بالبيض على رقم الهاتف الذي كان يتواصل من خلاله الشهيد جار الله عمر بالبيض من لندن، وقد رحّب البيض باللقاء، وطلب أن يحمل البروفيسور هاليداي معه بعض المقالات عن الماركسية. وعند عودة البروفيسور هاليداي، قال إن سلطنة عُمان حالت بينه وبين لقاء البيض. لكن عندما بلغ الحراك الجنوبي ذروته في عدن وغير عدن، شعر البيض بأنّ الوقت قد حان للعودة إلى عدن والتضحية بالجنسية العمانية، ولكنه غادر إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، لإدارة نشاطه السياسي والإعلامي والعسكري منها ضد نظام دولة الوحدة التي كان شريكاً في قيامها عام 1990 مع علي عبد الله صالح، اعتقاداً منه أنّ عودته إلى عدن ستعيده إلى السلطة وحكم الجنوب مرةً أخرى، ولكن ذلك الحلم أو الوهم لم يتحقق. ولم يتحقق سعيه هذا أيضاً في العودة إلى السلطة عام 1994، لأن تقديراته كانت خاطئة، بل إنه وغيره من القيادات الجنوبية ركبوا موجة الحراك الشعبي السلمي، وحرفوا الحراك عن مساره، وتحولت التجمعات الجماهيرية الحاشدة المموَّلة من الخارج إلى بيانات في الساحات ورفع صور تلك القيادات غير المنتخبة ديمقراطياً، وهو ما كان يتمناه علي عبد الله صالح كسبيل فعّال لإضعاف الحراك ثم تمزيقه. لقد نبهت قبل ذلك إلى أنّ قوة الحراك تكمن في وحدته، وأنّ مقتله في خلافاته، ولكن لا حياة لمن تنادي. وهذا ما حدث بالفعل.

(للحديث بقية)