آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص
فن

عبود خواجة ..مسيرة الفنان الذي غنى للوطن والحب والإنسان

الأحد - 15 سبتمبر 2024 - 01:12 م بتوقيت عدن

عبود خواجة ..مسيرة الفنان الذي غنى للوطن والحب والإنسان

((عدن الغد))خاص

الفنان الربّان الحبيب عبود زين الخواجة السقاف ابن لحج/الوهط طيب القلب والروح يتميز بجمال الأداء لكل الأنماط الغنائية اليمنية، حيث يتقن تقديمها بروح أصيلة وبأداء فني بديع يلامس القلوب. سواء كانت الأغاني التراثية أو الحديثة، يبرع في نقل مشاعرها بإحساس عميق وصوت شجي، ما يجعله متفردا في تقديم كل لون بأسلوبه الخاص. كما يتمتع بشعبية وجمهور كبير داخل اليمن وخارجه، حيث يجد عشاق فنه في كل مكان، مقدرين إبداعه وتفانيه في الحفاظ على التراث اليمني مع تقديمه بروح متجددة.
عبود زين الخواجة، لا يقتصر إبداعه على الفن فحسب، بل يمتد ليشمل دعم الأعمال الخيرية بصمت و دون ضجيج. فهو مثالاً للكرم والتفاني.
إن عبود زين الخواجة هو أيضاً شخصية وطنية بارزة، تعكس القيم الإنسانية النبيلة وتثبت أن الفن يمكن أن يكون أداة فعالة للخير والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
عندما يغني عبود للوطن، تشعر بكل حرف ينبض بحب الأرض والولاء لها، وعندما يتغنى بالحرية، تستشعر في صوته شوقاً عميقاً للكرامة والتحرر، فأغانيه ليست مجرد ألحان وكلمات، بل هي تجسيد لمشاعر وطنية حقيقية ولإرادة شعب يأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.
اتذكر عندما كنت استعد للسفر إلى روسيا الاتحادية لغرض الدراسة، احيا عبود زين الخواجة احتفالاً رائعاً لي بهذه المناسبة، رغم صغر سنه آنذاك. كان ذلك اليوم مميزاً و جميلاً في ذاكرتي، حيث أضفى عبود بموهبته وإبداعه لمسة من الفرح و الاحتفاء التي لا تزال حية في ذهني.
احتوى الاحتفال على أجواء مليئة بالدفء والسرور لجميع الحاضرين والاصدقاء، وأظهر عبود اهتمامه الكبير بنا وحرصه على أن يكون هذا اليوم مميزاً. لم يكن مجرد فنان يقدم عروضه، بل كان صديقاً مخلصاً يساهم في خلق ذكريات جميلة ومؤثرة.

إنني أكن لعبود زين الخواجة كل المودة والاحترام، فهو لم يثر إعجابي بموهبته الفنية فحسب، بل أيضاً بطيبته ونبل أخلاقه. تلك الذكريات الرائعة تظل شاهدة على إنسانيته وروحه الطيبة.
فسلمت أرض الوهط الطيبة التي أنجبت هذا الإنسان العظيم، عبود زين الخواجة، بروحه النقية وموهبته الفذة. إن هذه الأرض التي شهدت ميلاد هذا الفنان الملهم قد وهبته ليس فقط القدرة على الإبداع في الفن، بل أيضاً قلباً مفعماً بالطيبة والإنسانية.
سلمت ارض لحج و الوهط خاصة التي رعت وأثرت هذه الشخصية التي تجمع بين الإبداع والأصالة، وبين التفاني في الفن والحب للناس. وقد أثرت هذه الروح الطيبة في كل من عرفه، ليصبح عبود زين الخواجة مثالاً للعطاء والإخلاص.

د/ عارف محمد عباد السقاف
٨ سبتمبر ٢٠٢٤م.