آخر تحديث :الجمعة-23 أغسطس 2024-10:13م

حوارات

مدير إدارة تنمية المرأة بسيحوت: أصبحت الفتاة لديها الرغبة الجامحة في مواصلة تعليمها

الثلاثاء - 16 يوليه 2024 - 11:36 ص بتوقيت عدن

((عدن الغد))خاص.

حقيقة أن المرأة أثبتت اليوم مما لا يدع للشك أنها تستطيع أن تتكيف مع تطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها، ويؤكد تقدمها الملحوظ في المجالات التي تتطلب المعرفة، وإن الوعي لديها بشأن التنمية وإسهامها يشهد تنامياً ملموساً وإيجابياً لدى مختلف الأوساط الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، ولهذا تدفع إدارات التنمية المتخصصة بالمرأة لمواكبة هذا الوعي والتقبل لدور المرأة كشريك أساسي في عملية البناء والتنمية من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى تمكين المرأة من خلال إحداث نقلات نوعية في مسيرتها العملية ضمن مشاريع البناء والتنمية الوطنية.
للمزيد من الضوء عن تنمية المرأة في إحدى مديريات محافظة المهرة، كان لنا هذا الحوار مع مدير إدارة تنمية المرأة بمديرية سيحوت الأستاذة أوسان عقيل محمد باعباد الذي تم تكليفها لإدارة تنمية المرأة بالمديرية في 17/2/2019م ومن ثم جاء تعيينها في 1/1/2020م، والتي تحدثت عن دور المرأة في المديرية وتنميتها وتمكينها اقتصادياً، فإلى الحوار الآتي:

حاورها / عبدالعزيز بامحسون

* في البداية ممكن تحدثينا عن أبرز المهام الموكلة لديكم في إدارة تنمية المرأة بالمديرية؟
لا شك منذ تأسيس هذا الكيان النسوي في المديرية، سعت الإدارات السابقة واللاحقة إلى تنفيذ عدد من المهام والبرامج والتقارير والذي يمكن أن نلخصها في الآتي:
ــ إعداد الدراسات الهادفة لتشخيص واقع المرأة في المجتمع المحلي وتقديم المقترحات الكفيلة بتطوير أوضاعها وتنميتها وتفعيل مشاركتها في الحياة العامة.
ــ إعداد البرامج الخاصة بتوعية المرأة وتشجيع انخراطها ومساهمتها الفعالة في العمل المحلي.
ــ إعداد الاحصاءات في مجالات تشغيل وتعليم المرأة بالتنسيق مع المنظمات المعنية بشؤون المرأة في ما يتعلق بأعداد أو تنفيذ البرامج المواجهة للمرأة أو في بحث المشكلات المتصلة بها.
ــ تمثيل المديرية في الفعاليات الخاصة بالمرآة.
ــ إعداد التقارير التي تبرز الجهود الرسمية في تنمية المرأة والاعلام عنه.
ــ تزويد الإدارات المعنية بالإحصاء والمعلومات وبحور من الدراسات والتقارير الاحصائية التي تصنعها.
ــ إعداد التقارير المنتظمة عن أنشطة المرأة ومنجزاتها.
إضافة إلى أي مهام أخرى تقتضيها طبيعة وظيفتها وتكلف بها من قبل رؤسائها.

* ماهي البرامج والأنشطة التي نفذتموها خلال الثلاث السنوات الماضية في مديرية سيحوت؟
إدارة تنمية المرأة بمديرية سيحوت وضمن خططها، ومنذ تكليفنا وتعييننا قمنا بتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج، ولكن نوجز لكم أهم الأنشطة والفعاليات والبرامج التي تم تنفيذها خلال الفترة من 2021ــ 2024م منها خلال عامي 2021 ـــ 2022م:
تنفيذ عدد من الدورات التدريبية في مجالات الأصناف البحرية، وتزيين الورد وتنسيق الهدايا، والصناعات الغذائية، والبخور والعطور، والكوافير للمبتدئين والمتقدم، ودراسة الجدوى، والتغذية الصحية، وكيف تخطط لحياتك، والبخور والعطور لمحو الأمية، وتزيين الكيك، وصناعة الاكسسوارات، والإرشاد الأسري، وفن التصوير، وصياغة الخبر الإعلامي، وكيفية القضاء على العنف الأسري، والاسعافات الأولية، وريادة الأعمال، والخياطة، والكوافير وأدوات التجميل، وتصنيع الحقائب، وورشة عمل تعزيز دور المرأة بالمجتمع وسبل تمكينها، وورشة عمل بعنوان "اللقاء التنسيقي للقيادات النسوية بمديرية سيحوت من أجل (النهضة)، إضافة إلى عدد من التوعيات مثل العمل التطوعي، ومخاطر المخدرات، وسرطان الثدي، والعادات الدخيلة، والوضع الاقتصادي، والظواهر السلبية، وجائحة كورونا، وغيرها من التوعويات، كما تم تنفيذ عدد من الأنشطة خارج الخطة وهي الخيمة الرمضانية، وافتتاح قاعة تنمية المرأة وترميم السلطة المحلية (GIZ)بتمويل الأثاث من منظمة ، ومشروع الصناعات الغذائية بتمويل من قبل المنشآت الصغيرة والأصغر بالتنسيق مع السلطة المحلية والزراعة وتنمية المرأة بسيحوت، ودورة التطوير الوظيفي، ودعم أطفال الروضة، وتوزيع أصول المستفيدات بدعم من الوكالة الكويتية.
أما أبرز ما تم تنفيذه خلال العام الفائت 2023م وهذا العام 2024م فنوجزها في الآتي: تدشين دورة المهارات الشخصية والتطوير الذاتي، ودورة الحاسب الآلي، والتوعية بسرطان الثدي، إضافة إلى الأمسيات الرمضانية، والحملة التوعوية عن مخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من المدارس الأساسية والثانوية ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار بالمديرية، والتوعيات الدينية والثقافية، وإقامة عيادة رمضانية مجانية في مجال النساء والولادة بمستشفى سيحوت العام من خلال المعاينة والفحوصات وصرف العلاجات بالمجان، وإقامة أمسيات في شهر الخير وهو الموسم الثالث خلال العام 1445هـ والمتمثل في عرض منتجات الأسر المنتجة ومسابقات متنوعة ورقصات تراثية وتكريم أقدم المعلمات في السلك التربوي والتعليمي وتكريم (9) من الأمهات المثاليات، وتكريم (13) أمرأة من عضوات اللجان النسوية بالمديرية.
*هل للمرأة في سيحوت حملات تطوعية .. وماذا عن أبرز شركائكم؟
نعم؛ المرأة في المديرية تقوم بعدة حملات تطوعية وهذا ما يعكس التمثيل العادل في المجتمع، ويضمن أن يتم سماع أصواتهن ومشاركتهن في اتخاذ القرارات حيث أن المرأة تمتلك مهارات وقدرات فريدة قد تكون مفيدة في مختلف جوانب الحملات التطوعية مثل التنظيم والتواصل والتعليم وغيرها وتشجيع مشاركة النساء في الحملات التطوعية يسهم في تعزيز المساواة وهذا ما يعزز الوعي والتفاعل المجتمعي مع القضايا المختلفة وتساهم في تحسين الظروف المحيطة بالناس، باختصار دور المرأة في الحملات التطوعية أمر أساسي لأنه يعزز التمثيل العادل ويسهم في تعزيز المجتمعات وتحسين الظروف المحيطة بها.
أما أبرز شركاؤنا فهي أغلبها جهات رسمية والبعض منها جهات دولية والمحلية التي تدعم مشاريعنا وبرامجنا المتعلقة بتمكين المرأة وتنمية قدراتها، فنحن نعمل على بناء شراكات استراتيجية قائمة على الثقة والتعاون المستدام لتحقيق أهدافنا في مجال تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع والاقتصاد.

* المرأة في مديرية سيحوت أصبحت اليوم شريكة فاعلة ومؤثرة إلى جانب أخيها الرجل في كل المجالات، ماهي طموحاتكم أنتم في إدارة تنمية المرأة؟
طبعاً طموحاتنا كبيرة، حيث أصبحت المرأة وخصوصاً الفتيات لها دوراً متنوعًا ويعكس التحديات والفرص المتاحة في تلك البيئة كالرغبة الجامحة في مواصلة التعليم والتطوير المهني والوصول إلى مواقع قيادية في العمل وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية ودعم المجتمع المحلي والمساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ومشاركتها في الحياة السياسية والمجتمعية بما في ذلك حضورها في المجالس المحلية والقرارات المهمة، وطموحنا أيضاًهي دعم ريادة الأعمال والوصول إلى فرص العمل للنساء مما يسهم في تحقيق الاستقلالية المالية، نحن لا ننكر دعم بعض الجهات المانحة من أجل التغلب على الوضع الاقتصادي ودخول المرأة في سوق العمل وأيضا تحسين الخدمات الصحية بما في ذلك الرعاية الصحية والانجابية والصحة النفسية أيضًا، وبالنسبة للقضايا الاجتماعية التركيز على مكافحة العنف ضد المرأة بالذات الفئات النازحة من المحافظات الأخرى من أجل تعزيز الوعي بحقوق المرأة والمساواة، أيضا دعم المرأة في جميع المجالات يعد أمرًا حيويًا لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتي تقوم المرأة بلعب دور رئيس في الاقتصاد عبر مشاركتها في سوق العمل وإدارة الأعمال وتتعزز الاقتصادات بالإضافة إلى تحقيق التوازن المستدام في المجتمعات.

*ماذا عن جانب التدريب والتأهيل للمرأة في سيحوت؟
بالنسبة لجانب التدريب والتأهيل للفتاة والمرأة في المديرية فإدارة تنمية المرأة بالمديرية تسعى جاهدة إلى تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل بين الفينة والأخرى مثل أساسيات الحاسوب لموظفات السكرتارية بالأجهزة التنفيذية بالمديرية والمهارات الشخصية والتطوير الذاتي ودورات التنمية المستدامة.

*هل لكم لقاءات تثقيفية من الفتيات والنساء؟
دون شك؛ فنحن نلتقي من وقت لآخر بشكل رسمي أو ودي نناقش أوضاع المرأة في المديرية خصوصاً الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا، بالإضافة لمناقشة إمكانية تنفيذ حملات وبرامج توعوية موسعة عن جميع الظواهر السلبية ومحاربتها كظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات، واطلاق النار في الأعراس، وظاهرة تسرب الطالبات من المدارس، وحملات أخرى تهدف إلى تشجيع الكبار للالتحاق بمراكز محو الأمية وغيرها من الحملات الهادفة لخدمة الشرائح المجتمعية كافة.

* ماهي الدعوة التي تحبون توجيهها للنساء والفتيات في المديرية؟
حثهن على السعي للتعليم والمعرفة وتشجيعهن على حضور الدورات والورش التعليمية في المناطق أو المدينة، وأيضًا توعيتهن بأهمية الصحة النفسية والجسدية وضرورة الاهتمام بنمط حياة صحي والتحدث عن الصحة الإنجابية والنفسية والرعاية، وكذلك تشجيعهن على تعلم مهارات جديدة أو التدريب المهني لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية سواء بمشاريع صغيرة أو عمل حر، والتحدث عن حقوق المرأة ودورها في المجتمع أكثر تقدمًا وتعاونًا ودعمهم في تعزيز القيم الأخلاقية مثل التسامح والعدالة والاحترام المتبادل والتواصل الفعال مع الآخرين وأيضا التشجيع على تجنب العنف والتمييز في أي شكل من الأشكال والسعي لحل النزاعات بطرق سليمة وتشجيعهن كذلك على المشاركة في الأنشطة المجتمعية والتطوعية لتعزيز الروابط الاجتماعية والتعاون، ودعمهن في تطوير مهاراتهن الإبداعية والتفاؤل والاستفادة من فرص الابتكار والتقنية في سبيل تحقيق أهدافهن وأن تكون ملهمة ومفيدة لتوجيه النساء والفتيات نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتنمية شخصيتهن ومجتمعهن.
* ماهي أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهكم؟
ممكن نقول أن أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهنا هي القيود الاجتماعية والثقافية وتشمل هذه القيود التوقعات الاجتماعية للنساء بشأن السلوك والمظهر والتحديات فيما يتعلق بالحصول على التعليم والعمل، أما بالنسبة للوضع الاقتصادي الصعب يمكن يؤثر التهور الاقتصادي على فرص العمل المتاحة للنساء والفرص الاقتصادية بشكل عام كما نحدثكم عن الرعاية الصحية قد تكون غير متاحة بسهولة بالذات في المناطق النائية والأرياف، وقد تحد المرأة من حريتها في اتخاذ القرارات الشخصية والمهنية وتتطلب اهتمامًا وجهودًا لتحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين.
*كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟
في الأخير لا يسعني إلا أن أقدم شكري وتقديري للسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة في الأستاذ محمد علي ياسر محافظ محافظة المهرة ووكيل المحافظة المساعد لشؤون المرأة الشيخة خديجة باكريت والمدير العام للإدارة العامة لتنمية المرأة بالمحافظة لبنى كلشات ومستشارة المحافظة لشؤون المرأة علياء الحريزي والسلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالشيخ محمد أحمد سعيد الزويدي القائم بأعمال المدير العام لمديرية سيحوت، رئيس المجلس المحلي، والأمين العام ومديري عموم المكاتب التنفيذية بالمديرية على دعمنا ومساندتنا في تسهيل ودعم أنشطتنا وبرامجنا مع المنظمات المحلية والدولية، كما أود أن أعبر عن أملي في أن يأتي يوم تنعم فيه كل امرأة سيحوتية بالسلام والأمان وأن تحقق كل امرأة حلمها وطموحاتها في داخل وخارج المديرية والمحافظة، وأرجو أن تكون كلماتي بمثابة بذرة للتغيير نحو الأفضل.