آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-06:18م
أخبار وتقارير

الكاف: الشرعية بحاجة إلى سياسة الفعل الواحد والهدف الواحد لتجعل الأرنب المليشاوي المتأله في خانة رد الفعل

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - 11:33 ص بتوقيت عدن
الكاف: الشرعية بحاجة إلى سياسة الفعل الواحد والهدف الواحد لتجعل الأرنب المليشاوي المتأله في خانة رد الفعل
((عدن الغد))خاص
قال السياسي والباحث اليمني المستقل سامي الكاف أن الشرعية بحاجة إلى سياسة الفعل الواحد والهدف الواحد لتجعل الأرنب المليشاوي المتأله في خانة رد الفعل، مشيرًا إلى أن السلحفاة في الحكاية الشعبية تنتصر في نهاية المطاف.
وأكد السياسي والباحث اليمني المستقل مؤلف كتاب يمنيزم سامي الكاف في تحليل معمق بعنوان: "السلحفاة والأرنب!" في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إكس، قائلًا: "كلما اعتقد متفائلون بقرب الوصول إلى اتفاق يمهد الطريق نحو حل سياسي للصراع المعقد في اليمن؛ تطرأ أحداث ومستجدات تدفع بالأمور نحو مزيد من التعقيد، وهو مشهد فوق ما هو تراجيدي - ومعقد بتفاصيل تقود إلى التيه واليأس في آن - ما برح هذا المشهد، يتكرر خلال السنوات الفائتة على نحو مثير للدهشة خصوصًا خلال السنوات العشر الأخيرة."
وقال السياسي والباحث اليمني المستقل سامي الكاف أن الحوثية اختطفت الوطن بكله، موضحًا: "خلال هذه السنوات العشر تحديدًا، بدت المليشيا الحوثية، وهي التي اختطفت الوطن بكله، هي الثابت في هذا المشهد المعقد، غير القابل للتغيير في رأسها وفي شخوصها وأيديولوجيتها الثيوقراطية المتكلسة، وهي المنقلبة على الدولة بقوة السلاح، في حين بدت الشرعية المعترف بها دوليًا هي المتغير في رأسها وفي شخوصها حتى وهي تستند إلى شرعيتها القانونية دستوريًا ومعها تقف قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومعهما على نحو لافت مجلس التعاون الخليجي."
وأستدرك سامي الكاف قائلًا: "لسائل أن يتساءل: لماذا يبدو هذا المشهد غير قابل للحل؟ أو أن يتساءل على نحو متأمل باحث عن خلاص: لماذا يستمر هذا المشهد غير القابل للتغيير نحو حل يفضي إلى استقرار سياسي في بلد مغلوب على أمره وهو الذي يستند إلى إرث تاريخي وحضاري واسمه كان ذات يوم: اليمن السعيد؟!."
وأضاف السياسي والباحث اليمني سامي الكاف، موضحًا: "بعد انقلابها على الدولة بقوة السلاح في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ بدت المليشيا الحوثية وكأنها أرنب مجنون بداخله وحش كاسر، قامع، باطش، يجري بسرعة نحو إقامة دولته الثيوقراطية الخاصة به وفق نظام ولاية الفقيه، وفي طريقه يلتهم كل أخضر ويابس."
وأكد السياسي والباحث اليمني سامي الكاف سرعة الأرنب الحوثي في سعيه لإقامة دولته، قائلًا: "تستند هذه المليشيا الأرنبية إلى قائد واحد يجري تأليهه، وما دونه، ومن حوله، ومن تحته، مجرد أرقام تطيعه وتخدمه وتنفذ أوامره بسرعة تضاهي سرعة الأرنب في سعيه لإقامة دولته الثيوقراطية، تتعامل مع خصومها وفق سياسة الفعل لا رد الفعل؛ بمعنى: أتصرف أنا أولًا في المنطقة أ بفعل ما وأركض مسرعًا إلى الأمام إلى المنطقة ب، وهدفي إرغام خصومي على الانشغال بكيفية مواجهة فعلي في المنطقة أ في حين أكون أنا في المنطقة ب أتجهز لفعل جديد وعيوني في المنطقة أ تراقب كيف يتصرف خصومي."
وأضاف سامي الكاف، موضحًا: "لنأخذ مثالًا على هذا السلوك الأرنبي أحادي الرأس. أواخر العام الفائت بدا وكأن الجهود الدبلوماسية الساعية إلى السلام في طريقها إلى اتفاق يفضي إلى التزام بإجراءات أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لدى اليمن هانز غروندبرغ تمهد الطريق نحو عملية سياسية تنهي الصراع في اليمن، فإذا بالأرنب الحوثي يقفز إلى البحر الأحمر بفعل جديد به أرغم خصومه على الانشغال برد الفعل، ومعه بات كل فعل سابق في حكم المُؤجل."
وأضاف السياسي والباحث اليمني سامي الكاف، قائلًا: "في الحكاية الشعبية يقابل الأرنب سلحفاة، ومنذ ٧ أبريل ٢٠٢٢، لم تعد الشرعية المعترف بها دوليًا سلحفاة واحدة بطيئة الحركة، بل أصبحت ثمانية سلاحف (حتى وهي تستند إلى شرعيتها القانونية دستوريًا ومعها تقف قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومعهما مجلس التعاون الخليجي وكل باحث عن خلاص)، تتحرك ببطء وفي جعبتها أهداف متعارضة التوجهات ومنشغلة في خانة رد الفعل (ولمتأمل صادق أن يتأمل كيف يتم اتخاذ القرارات داخلها على الأصعدة والمستويات كافة: سياسيًا، أمنيًا، عسكريًا، اقتصاديًا، دبلوماسيًا، وإعلاميًا، وما هي الفترة الزمنية التي تحتاجها هذه القرارات لتصبح نافذة؛ صغير القرارات وكبيرها على حد سواء، قبل أن يذهب هذا المتأمل ويتساءل إن كان بمقدور الشرعية أن تغير من سياستها هذه كلية، بحيث تستند إلى سياسة الفعل الواحد والهدف الواحد وتجعل الأرنب المليشاوي المتأله في خانة رد الفعل على طريق استعادة الدولة؟!)."
وختم السياسي والباحث اليمني سامي الكاف تحليله المعمق، قائلًا: "لا توجد إرهاصات حقيقية دالة على قرب الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام. لكن على أية حال ثمة نهاية سعيدة في الحكاية الشعبية أعلاه: تنتصر السلحفاة في نهاية المطاف."