آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:41ص

ملفات وتحقيقات


تحليل: ماذا يمثل افتتاح أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في عدن؟

الخميس - 07 مارس 2024 - 08:40 ص بتوقيت عدن

تحليل: ماذا يمثل افتتاح أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في عدن؟

(عدن الغد)خاص:

قبل حلول رمضان.. عدن تسابق الزمن لحل معضلة الكهرباء بالطاقة الشمسية

ما مراحل مكونات المشروع وكم تكلف كل مرحلة منها؟

هل تسهم هذه المحطة بوضع حلول مستدامة لمعضلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في عدن؟

لماذا يخشى مواطنون من أن هذا المشروع الاستراتيجي لن يمر دون عراقيل من جهات مستفيدة؟

ما الحلول المستدامة للحكومة لتلافي انقطاع التيار الكهربائي المتكرر؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

تسابق السلطات المعنية في العاصمة المؤقتة عدن الزمن، لمحاولة إصلاح قطاع الكهرباء المتدهور لتحسين الخدمة وزيادة ساعات التيار الكهربائي قبل حلول شهر رمضان، وعبر تشغيل أول محطة تعمل بالطاقة الشمسية، كأول مشروع استراتيجي للطاقة النظيفة والمتجددة.

ودشنت الاثنين الماضي قيادة السلطة المحلية في عدن، التشغيل التجريبي لأول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في البلاد والمقدمة كدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط انقطاعات مستمرة للكهرباء بالمدينة.

وبدأ التشغيل التجريبي بتوليد ما يتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة من الطاقة الإجمالية للمحطة البالغة 120 ميغاوات، تمهيدا للتشغيل الكامل خلال ثلاثة أشهر، بحسب تصريحات المعنيين بهذا الشأن.

والمشروع هو أول وأكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في اليمن.

وتعاني العاصمة المؤقتة عدن ومقر الحكومة الشرعية، منذ تحريرها من مليشيات الحوثي في أواخر أبريل 2015 من تردي الخدمات العامة خصوصا الكهرباء.

> محطة تعمل بالطاقة الشمسية في عدن

في ظل انقطاع للكهرباء وارتفاع أسعار الوقود وتهالك المحطات القديمة المخصصة لتوليد الكهرباء، ورغبةً في تغطية احتياجات المواطنين في عدن من الكهرباء، فقد أُنشئت "محطة عدن"، أكبر محطة تعمل بالطاقة النظيفة لإنتاج الكهرباء.

ففي العام 2022م، تم توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع مع شركة (مصدر) الإماراتية، ليكون أول وأكبر مشروع إستراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في اليمن.

ويتضمن المشروع إنشاء خطوط النقل ومحطات تحويلية لنقل الكهرباء المولّدة من المحطة وتوزيعها.

وتبلغ قدرة المحطة 120 ميجاوات/ ساعة، وتستهدف خفض تكاليف توليد الكهرباء في النهار، وكذلك التقليل من الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما تدعم خطط اليمن في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية.

وعلى الرغم من أهمية المشروع إلا أن مواطنين يتخوفون من عرقلة هذا المشروع من قبل مستفيدين، على رأس هؤلاء المستفيدين ملاك الطاقة المشتراة الذين يجنون مليارات الريالات.

> الوليدي يكشف مراحل تنفيذ المشروع

وكشف مدير عام كهرباء عدن سالم الوليدي عن مراحل تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية الذي تكون من مرحلة الحفر، ومرحلة بناء القواعد، ومرحلة تركيب الألواح، ومرحلة تمديد الكابلات. والمرحلة الأخيرة من التشغيل النهائي للمحطة بقدرة (١٢٠) ميجا.

وأشار إلى أن نسبة الإنجاز في تنفيذ مشروع المحطة تصل حاليا إلى ٢٠ ٪ وبدء التشغيل التدريجي بـ٣٠ ميجا من (١٢٠) إجمالي القدرة التوليدية للمحطة التي من المتوقع أن يتم إنجازها خلال ثلاثة أشهر مقبلة.

وأضاف الوليدي أن المساحة الإجمالية لموقع المشروع (١,٦) كمْ مربع وعدد الألواح (٢١٢٠٠٠) لوح، مؤكدا أن دخول المحطة في الخدمة سيعمل على تحسن خدمة التيار الكهربائي بالعاصمة عدن، وإن شاء الله سيكون وضع كهرباء عدن في صيف هذا العام أفضل.

وقال مسؤول في مؤسسة كهرباء عدن لرويترز الإثنين الماضي، إن كلفة المشروع تبلغ في المرحلة الأولى قرابة 100 مليون دولار بدعم من الإمارات، لتوليد 120 ميغاوات، على أن تصل في المرحلة الثانية إلى 600 ميغاوات، مستقبلاً.

وتوجد المحطة الجديدة في منطقة بئر أحمد مترامية الأطراف غرب عدن، وتمتد على مساحة 1.6 مليون متر مربع.

> شكاوى المواطنين

يأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه المواطنين في عدن، من انقطاع الكهرباء المتكرر في العاصمة المؤقتة عدن وعديد من المحافظات المحررة.

ويقول مواطنون في عدن، بأن الكهرباء هي أهم مشكلة تؤرق سكان العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية مع حلول الصيف وقرب شهر رمضان، إذ لا يمكن أن يحل شهر آخر يصوم الناس فيه وسط انقطاع للكهرباء يمتد لأغلب فترات اليوم.

ويشاطرهم آخرون أن الوضع الحالي لم يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة حيث ساعات الانقطاع ثلاثة أضعاف ساعات الإضاءة.

ويشكو مواطنون من أن انقطاع للتيار الكهرباء في عدن يمتد لنحو 6 ساعات مقابل ساعتين فقط إضاءة، في حين وثق ناشطون ومراقبون وضعية الكهرباء وعدد ساعات الإضاءة عشية أداء رئيس الحكومة الجديد أحمد بن مبارك لليمنيين الدستورية وبدء مهامه بشكل رسمي، وذلك لتقييم الأداء ومستوى الإنجاز في أهم الملفات المعقدة التي قد تواجها الحكومة خلال الفترة القادمة.

> المحرمي يوجه وزارة الكهرباء

وقبل أيام بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرمي مع المعنيين بالكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، آلية تحويل محطات التوليد من مادة الديزل إلى المازوت، لتحقيق تخفيض في كلفة شراء المحروقات، وتوفير طاقة أكبر لدى المولدات، بالإضافة إلى تقليل الأضرار البيئية الناجمة عن احتراق وقود المحطات.

واطّلع المحرمي على جهود الوزارة لمعالجة أزمة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، والخطط التي وضعتها للتقليل من ساعات الانطفاء خلال شهر رمضان.

ووجه المحرمي وزارة الكهرباء بسرعة التفاهم مع شركات الطاقة المشتراة التي وافقت على التحول من الديزل إلى المازوت وتسهيل كافة الإجراءات أمامها.

ويشار إلى أن محطة بترومسيلة العاملة بالنفط الخام الخفيف، باتت المحطة الوحيدة المغذية لخدمة الكهرباء في عدن إضافة لمحطة الحسوة العاملة بالمازوت؛ وذلك لعجز الحكومة عن توفير الديزل الذي تعمل به معظم المحطات التي توقفت عن العمل منذ نحو ثلاثة أشهر.

> مشاكل مزمنة.. والحكومة تدرس البدائل

أرسل رئيس الحكومة الجديد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في إشارة صريحة إلى أن قطاع الكهرباء يأتي في مقدمة أولويات ومهام الحكومة بعد تعيينه خلال الفترة القادمة في مطلع فبراير الماضي.

وتدرس الحكومة المعترف بها دوليا أن عددا من الخطط المعدة لإيجاد بدائل لزيادة الطاقة التوليدية للكهرباء، استعداداً للصيف المقبل وقرب شهر رمضان المبارك، إذ يزيد مستوى استهلاك الكهرباء، لكي يتم تخفيف معاناة المواطنين.

ويجري نقاش مستفيض من قبل مختلف الجهات الحكومية المعنية حول آليات الاستفادة من البدائل الأكثر كفاءة والأقل كلفة لتوفير خدمة الكهرباء، وتجاوز المشاكل والمعوقات لتنفيذ الاتفاقات الموقعة سابقاً في هذا الجانب.

ويرى الخبير المتخصص في النفط والغاز والطاقة، والاستشاري في تنمية الموارد الطبيعية، عبدالغني جغمان، أن هناك مشكلة كبيرة في الكهرباء تتطلب عملا شاقا وقرارات جريئة وقوية لمعالجتها، فمثلاً من الحلول المطروحة هناك من يعول على إعادة تصدير النفط وتوفير جزء من الإيرادات لتحسين وتشغيل محطات الطاقة الكهربائية، لكن في هذا السياق حتى لو تم إعادة إنتاج وتصدير النفط بمتوسط 100 ألف برميل يومياً ستغطي بالكاد عائداتها تكاليف إنتاج الكهرباء، لذا فإن محطات الغاز لتوليد الكهرباء هي الحل، أو المحطات الجيوحرارية.

ويرى خبراء أن اليمن تتمتع بإمكانيات كبيرة لاستخدام الطاقة الشمسية التي يمكن أن تسهم في حل مشكلة الكهرباء فيها، وتحقيق التنمية المستدامة.

وتشكل الطاقة الشمسية أحد أشكال الطاقة النظيفة التي من الممكن أن تجعل اليمن بلدًا منافسًا في مجال الابتكار والريادة، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء في مجال الطاقة عن طريق الألواح الشمسية والموارد الطبيعية.

مع ذلك، فإن هناك حاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز استخدام الطاقة الشمسية في اليمن، من خلال التغلب على التحديات التي تواجهه.