آخر تحديث :السبت-28 سبتمبر 2024-07:57م
أخبار المحافظات

الوضيع تربة زراعية خصبة وإمكانيات مهدرة !!

الأربعاء - 05 يوليه 2023 - 09:41 ص بتوقيت عدن

الوضيع تربة زراعية خصبة وإمكانيات مهدرة !!

كتب / محمد المارمي

تعتبر مديرية الوضيع بمحافظة أبين إحدى أكثر المناطق الزراعية ذات التربة الخصبة التي تتيح زراعة جميع المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها، فقد وهبها الله سبحانه وتعالى تربة خصبة وغنية بالمعادن قد لا تجد مثيل لها على مستوى البلاد ككل،بالاضافة إلى ذلك فهي تتمتع بأراضي منبسطة وسهلية تتيح الزراعة في أي مكان فيها.

 

هذه التربة وهذه الإمتيازات المكانية تتيح زراعة مختلف الأصناف الزراعية مثل الحبوب بمختلف أنواعها كالقمح البلدي الفاخر،والدخن ،وانواع الذرة البيضاء والرفيعة بمختلف أنواعها ومسمياتها،بالإضافة إلى زراعة الخضار  بأصنافها المختلفة، حيث تعتبر الطماطم التي تشتهر بزراعتها منطقة "السواد" إحدى المناطق الزراعية بالمديرية من أجود وأفخر انواع الطماطم ذائع الصيت في الارجاء، بالإضافة إلى زراعة البصل والبطاطس،كذلك يزرع في الوضيع الفواكة بأنواعها المختلفة حيث تتربع زاعة الحبحب(البطيخ)على عرش الزراعة في الوضيع ويشتهر هذا النوع من البطيخ بحلاوته العجيبة والتي حصل بسببها على شهرة تتخطى حدود البلاد حيث يتم تصدير كميات كبيرة منه إلى دول الخليج والدول المجاورة،بالاضافة إلى العديد من الفواكة كالشمام أكثرها شهرة بعد البطيخ،إضافة إلى هذا كله ما قام به بعض الإخوة المزارعين من إدخال فاكة "العنب" كتجربة جديدة على النشاط الزراعي في المديرية، ولله الحمد أتت بثمار طيبة تتيح وتوسع انتشار زراعة هذا النوع من الفاكهة مستقبلًا،وكذلك تنتشر في الوضيع زراعة الفول السوداني "اللوز" ذو الجودة العالية.


كما تشتهر الوضيع بزراعة الجلجل "السمسم" والذي يعد من أجود أنواع السمسم على مستوى البلاد وهو ذا حبة ممتلئة يترواح لونها من البني الداكن إلى البيج الفاتح ،ويعتبر الزيت المستخرج منه من أجود أنواع الزيوت التي تستخدم لاستعمالات عديدة ومتنوعة،ايضاً مما يجدر الإشارة اليه زراعة العطب "القطن" حيث  كان يزرع  في الوضيع وإلى وقت قريب جداً أجود انواع القطن قصير التيلة  يضاهي بياضه بياض الثلج حيث كانت تتم زراعته بكميات تجارية كبيرة لكن بسبب توقف محلج القطن في عاصمة المحافظة زنجبار توقفت معه زراعة هذا المحصول النقدي الهام الذي كان يوفر مصدر دخل للعديد من الأسر المزارعة،ومن هنأ ندعوا إلى إحياء وإعادة زراعة هذا النوع من المحاصيل النقدية مجدداً كأرث زراعي تشتهر به الوضيع وتفتخر به.

 

وبالعودة إلى التربة الخصبة التي حبى الله بها مديرية الوضيع وأهلها الطيبين يرجع سبب ذلك إلى أن  المديرية تعتبر ملتقى لعديد من الأودية الزراعية التي تصب في المديرية والتي تعمل على  تجديد تربة الأرض فيها سنوياً خصوصاً مع مواسم الأمطار والسيول ،و من أشهر هذه الأودية وادي جحرة الكبير،ووادي سنام ،ووادي الخالف،ووادي النسيل،وكذلك تعتبر الوضيع  بسبب انبساط الأراضي فيها ممر لعديد من السيول تأتيها من المناطق والمديريات المجاورة مثل سيل السلامية، وسيل المخلس والسيول الآتية من مناطق المحاثيث غرب المديرية ومناطق شمال المديرية "جبال الكور" و"دثينة" تحديدًا.

 

وبالرغم من كل هذه المقومات الزراعة التي خص الله بها مديرية الوضيع لاحظنا في السنوات الأخيرة عزوف المواطنين عن الزراعة وإهدار لمثل هكذا ثروة لأسباب كثيرة أهمها ارتفاع تكلفة حراثة الأرض حيث تتجاوز ساعة الحراثة الواحدة بالحراثة الآلية أكثر من "17" الف ريال ضف إلى ذلك غلاء أسعار البذور المحسنة،وكذلك ما تقوم به السيول من تخريب للأراضي الزراعة وعدم مقدرة المزارعين على تكاليف إصلاحها بسبب الغلاء الفاحش والتضخم الاقتصادي الذي تشهده البلاد.


ومن هنا نجدها فرصة سانحة لدعوة الجهات ذات الاختصاص على رأسها وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة باللواء عبدالله السقطري إلى توجيه الجهات ذات العلاقة في الوزارة وفي مكتب الزراعة بمحافظة أبين إلى دعم القطاع الزراعي في مديرية الوضيع وتلمس احتياجاته للعودة بالزراعة فيها إلى ألقها المعهود وإلى ما كانت عليه سابقاً لتعم فائدة وخير مديرية الوضيع الجميع مجدداً باذن الله تعالى وبهمة الصادقين المخلصين لهذا الوطن المعطاء.