آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


الرئيس هادي.. قصة شموخ أسطورية الصمود

الثلاثاء - 12 نوفمبر 2013 - الساعة 12:38 م

حسين الحماطي
بقلم: حسين الحماطي
- ارشيف الكاتب


لكي لا نبخس الناس أشياءهم لمجرد الهوى أو الولاء الضيق أو لمجرد الاختلاف والتباين في الرؤى وجب على كل إنسان أن يقول الحق وينتصر للحق وأهله ولو بالكلمة فالرئيس هادي أولا أتت إليه السلطة ولم يبحث وراءها ولكنها أتت إليه ليس بالزهور والورود وقرع طبول الفرح بل بالملمات والخطوب وأتت إليه واليمن تمر بأصعب مرحلة في التاريخ المعاصر ولأن أغلب الناس من النخب السياسية والمثقفة عندما يريدون تأويل الحقائق حسب توجهاتهم السياسية يترجموا الكثير من الحقائق معكوسة لكي يظلوا الناس الحقيقة أما البسطاء والسطحيين فيقرأون الأشياء عن بعد ويقيمونها بسطحية وفي أطر ضيقة وتلتبس عليهم الحقائق كذلك يظنون أن وصول هادي للرئاسة كان بمثابة هدية وهبوها عبر انتخابهم له فهذا غير صحيح وغير منطقي والذي أريد أن أشير إليه أن الرئيس هادي أثبت بأنه رجل قيادة وزعامة وبمنتهى الصراحة الخالية من الزيف والمبالغة والنفاق لقد قرأت في خطابه السياسي وعمله القيادي الاتزان والحكمة والدهاء وقرأت أيضاً في شخصيته قصة شموخ أسطورية الصمود تتجلى بوضوح للمتابع للمرحلة المنصرمة أي من يوم انتخب رئيسا للجمهورية اليمنية فقد أتى إلى السلطة وفي طريقه عراقيل ومشاكل كبيرة بحجم مشكلة شعب الجنوب وقضية صعدة والمشكلة  الاقتصادية التي هي أم المشاكل وأكبرها ولكنه ثبتَ كالرواسي وصمد كالطود وكان جلداً صلباً صبوراً كالجمل وخطا واثق الخطوة نحو الغاية التي أصبح قاب قوسين أو أدنى منها وعمل بصمت وان تكلم فلخطابه جمالية وواقعية تلامس قلوب الكثير من أبناء شعبه لأن في خطابه السياسي تتضح الوطنية والإنسانية فهكذا الهامات والأعلام تكون صفاتهم فقرار قبوله لمنصب الرئاسة في هذه المرحلة الصعبة كان قرارا شجاعاً بقدر شجاعته وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

 

 

وما إن لبث فترة قصيرة بعد توليه منصب الرئاسة إلا وألحق هذا القرار الشجاع قرارات شجاعة أخرى ما كان لأحد أن يتصور أن يتخذها الرئيس هادي والتي كانت قرارات حكيمة ومدروسة وانتصر فيها لقضايا المظلومين والمستضعفين ولازال الشعب يأمل منه الكثير والكثير لحل جميع القضايا العالقة وعلى وجه الخصوص قضية شعب الجنوب لأنها قضية سياسية بامتياز الحل الذي يرتضيه شعب الجنوب وليس النخب والقيادات ولا شك أنه عمل الكثير في سبيل تمهيد الطريق للوصول إلى حل لقضية الشعب الجنوبي ولكل القضايا وما يحدث الآن من هرج إعلامي في أغلبه ما هو إلا اصطياد في المياه العكرة، فمهما كان التباين والاختلاف الذي حصل مؤخراً بين الرئيس هادي والقيادي محمد علي أحمد رئيس الفرق الجنوبية لمؤتمر الحوار هو تباين واختلاف طبيعي ما دامت المشاكل والقضايا مصيرية وكبيرة لكنه لا يفسد للود قضية ولا يستحق كل هذا التأجيج الإعلامي المغرض والذي يندرج في الأغلب في السعي لشق صف أبناء الجنوب على وجه الخصوص سواء كانوا قيادات أو مكونات أو حتى قواعد شعبية لكن مما يحسب للرئيس هادي أيضاً عدم رضوخه للضغوط الخارجية والداخلية مادامت تخالف مسؤوليته الوطنية وأبى إلا أن يكون مع الوطن والمواطن وأن تكون المصلحة العامة نصب عينيه.

 

 

وواجب علينا كإعلاميين أو غير ذلك أن نشيد بمحاسن الرجل أي الرئيس هادي ولو بكلمة حق وإنصاف وثناء على عمله ونضاله وقيادته الحكيمة الوطنية فإن السكوت عن ذلك ما هو إلا خرسة شيطانية تلجم أفواه متعسفي الواقع من الإعلاميين وغيرهم من الأنانيين والذاتيين، فنقول لمثل هؤلاء إن التواضع للحق شجاعة وقوله وشرحه للملأ فضيلة وعملاً حسناً.. ومن هذا الباب خرجت للملأ بهذه المقدمة البسيطة لروايات طويلة عنوانها الرئيس هادي قصة شموخ أسطورية الصمود، ولابد أن يأتي اليوم الذي يجعل الكثير من الكتاب والمؤرخين يتزاحمون على تدوينها وكتابتها ويشرفني وأتمنى أن تتاح لي الفرصة وأحظى بتناولها وكتابتها، لأن التاريخ تدونه أفعال الرجال الصادقين الذين يغامرون ويتحدوا الصعاب في سبيل إحقاق الحق والانتصار لقضايا الأمة وتطلعاتها في الحرية والعيش الكريم.

 

 

أما مسألة التمديد فلا يوجد في الوقت الحاضر من هو أفضل أو الواقع يقول إن الرئيس هادي لابد من التمديد له لفترة انتقالية قادمة لكي يشرف على مخرجات الحوار فمن كان رئيسا لهذه البلاد وقبل أن يكون رئيسا في الظروف الصعبة والحساسة طبيعي أن يمدد له فترة انتقالية قادمة لكي يشرف على مخرجات الحوار.

 

 

وفي الأخير نتمنى للرئيس هادي مواصلة الدرب الذي سلكه بتحمل قيادة البلاد في أصعب المراحل التي مرت بها اليمن في التاريخ المعاصر.

 

 

وفي الختام أحببت أن أختم بهذه المحاولة الشعرية بعد أن تفرست مخيلتي وأحببت مشاركتها مع القارئ الكريم والتي تناولت فيها شخص الرئيس هادي ومما أعجبني في شخصه الكريم:

 

 

دُهشتُ حين رأيت في زمن الانكسار شموخاً ××× وتواضعاً وطيبُ سيرةَ وعلو مقاما

وصبــــــــرٌ وثبــــــــــــاتُ وحكمــــةٌ ودهاء ××× لله درك بُوركـــت أيها المنصــورا

هادي ولك النصيــــــب من اسمـك فعلٌ ××× حين اهتديت وجمعت قوم بالأمس اشتاتا

فطـــولك طول هامــــات الزمان متجلدٌ صلبٌ ××× فالطول للهامـــات والأقزامُ أقزاما

حتماٌ عليّ إن رأيت محاسن الرجال في عصرنا ××× زينتها ناموس شعري والثناء إعجابا

وليعلمُ اللائميـــــن إن الحالكات إذا عتّمت ليلٌ ××× رأيت أبا جلال فيها كالنجم وهاجاً