بالهدى ودين الحق أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) والهدى :هو العلم النافع ودين الحق : هو العمل الصالح ، وقد أراد الله شرعا من العباد وقدرا منه سبحانه أن يظهر هذا الدين وتعلوا كلمته على كل الديانات والمذاهب والأفكار والعادات والتقاليد ليرحم به كثيرا من الخلق الذين حجبت عنهم هذه الموروثات البالية نور الهداية ورضي لكل مسلم هذا الدين كما قال تعالى ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) ليشغل كل مسلم نفسه بما فيه من هداية وعمل صالح ويوقف حياته في خدمة هذا الدين فارتقت عقول العلماء الربانيين والدعاة المخلصين فأخذوا بالعلم النافع وشغلوا أنفسهم بالعمل الصالح وتعليم العباد ودعوتهم وإرشادهم لهذا الخير الكبير فكانت حياتهم مباركة وذكرهم حسن واجتمعت عليهم قلوب العباد تنهل مما عندهم من الخير وتعلمت منهم كيف تتعلق بالله وتعرفوا على ما يجب لله عليهم من حق فسعوى في تأديته وما يجب للخلق واجتهدوا في تأديته ولما قصروا اعتذروا واستغفروا وسألوا الله اللطف في الحساب ، ولو أنهم شُغِلوا بالخلق عن الخالق وبالقيل والقال وفلان وفلان لما بلغوا المراتب التي بلغوها ولتاهو في تتبع عورات فلان وزلات فلان ولنُزِعت من حياتهم البركة ! ! وضاعوا في زحمة القيل والقال وتوجيه النقد والرد عليه !!
وإن من عباد الله عباد ليسوا علماء ولكن دعاة وأصحاب دعوات وجنود لا يعلمهم إلا الله تعلموا القليل من العلم ولكنهم ثبتوا طويلا في ميادين العمل والخدمة للدين وأفنوا حياتهم وأرواحهم في هذا السبيل فلا ينبغي أن ننفش في حياتهم بحثا عن العورات فربما كان ذلك سبب فتنة لنا ونحن لا نشعر