آخر تحديث :الأربعاء-26 مارس 2025-05:30ص

تعز.. وهج الشمس في قلب العتمة

الثلاثاء - 25 مارس 2025 - الساعة 01:24 م
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


يسألونك عن تعز فقل إنها مدينة لا تنحني وقصة لا تموت وجراح تنزف عزة وإباء تعز هي وهج الشمس في قلب العتمة وصوت الأحرار حين يخفت النداء وسيل لا يُوقفه سد ولا ترهبه قيود هي الحكاية التي لا تتوقف والفصول التي لا تنتهي هي أرض المجد التي تكتب بدماء الشهداء سطور الحرية فلا تنحني مهما تكالبت عليها المحن ولا تستكين مهما اشتدت عليها الخطوب.

في المسراخ في كل ذرة تراب يولد فجر جديد من رحم الفداء وفي كل زاوية تسجل البطولة اسما جديدا في سجل الخالدين هناك حيث تختلط أنفاس الكادحين بزفرات الشهداء وترتفع أصوات الحق في وجه الظلم تسري في الأرض أرواح لا تعرف الذل ولا ترضى الدنية في دينها ووطنها تعز هي المسراخ والتعزية وكل شبر خط عليه الأبطال أسماءهم بحروف من دم لا تندثر مع السنين ولا يمحوها غبار الزمن.

تعز لا تهاب الموت بل تفتحه بابا للحياة فبين مآذنها وصدى آيات الكتاب تسطع أنوار الحرية رغم الدمار والخراب في حواريها القديمة بين الجدران التي أصابها الرصاص في الأزقة التي شهدت نضالات الكادحين في الساحات التي ضجت بالهتافات والميادين التي لم تخذل يوما قضايا الأمة هناك تتجسد معاني العزة والصمود مدينة تحترق لكنها لا تموت تحاصر لكنها لا تستسلم تجوع لكنها تأكل من كرامتها ولا تمد يدها لسارق الحلم.

تعز ليست مجرد مدينة بل روح تسري في كل قلب حر في كل وجدان يأبى الخضوع في كل من يرفض أن يكون تابعا للباطل أو عبدا لسلطة القهر والجبروت تعز هي التاريخ الذي لا ينطفئ والمستقبل الذي لا يذبل فيها تولد الحرية من رحم المعاناة كما تولد الورود من بين الصخور وفيها تصرخ الأرض بأسماء الشهداء فلا تجف دماؤهم ولا تخبو آثارهم تعز هي تلك الأيدي المتشابكة التي رغم الجراح تصر على البقاء تلك الجبال التي وإن أثقلتها الجراح لا تنحني تلك السماء التي تمطر نضالًا مهما طال ليل الظلم.

يسألونك عن تعز فقل إنها ليست مجرد مدينة بل هي وطن قائم بذاته وحكاية تروى لكل الأجيال مدرسة يتعلم فيها الرجال كيف يكون الصمود وكيف تصاغ معاني الإباء هي الضوء في النفق والنبض في الشريان هي تلك الجراح التي تنزف لكنها لا تضعف بل تزيدها الأيام قوة وصلابة تعز هي تلك البذرة التي مهما حاولوا طمسها ستنبت من جديد شجرة باسقة تظلل الأحرار وتنثر بذورها في كل شبر من تراب هذا الوطن.