عبدالجبار ثابت الشهابي
بقاء الحال بوضع (محلك سر) ليس له من محصلة؛ سوى المزيد من ترهل أوضاع البلاد، وضياع الاقتصاد، ودمار المستقبل، وانهيار معيشة المواطن؛ التي بلغت (أي هذه المعيشة) حد السقوط في وهاد الحضيض الخانق، بل وتهيئة الظروف لمزيد من تمكين أصحاب المشاريع الصغيرة، المشبوهة، ذلك التمكين الذي لن يبقي من البلاد سوى شظايا دولة ممزقة، لا جامع لها، ولا عقال.
لذلك، وإزاء هذه الأحوال؛ لاغرابة اليوم أن يتداعى الأحرار، وأن تجتمع الإرادة الشعبية، ممثلة بمجالس المقاومة الشعبية في المحافظات، والمديريات؛ مع إرادة الدولة بقيادة فخامة الأخ رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الدكتور رشاد العليمي؛ على كلمة لاثاني لها، وبالمختصر: إعلان الاستعداد الكامل لكل القوى؛ لردع أي عدوان حوثي على أي من المحافظات والمناطق المحررة.
وإذا أمعنا النظر قليلا في الواقع (على الأرض) ونحن نسمع كلاما يرفع الرؤوس شموخا؛ افإننا سنجد أننا ماعدنا بحاجة لمزيد من الانتظار، فهذا هو وقت الأفعال، ذلك أن رعونة الانقلاب الحوثي، الذي لايأبه لشيء مما رمى، ويرمي به البلاد من النكسات، والمصائب، لم تتوقف، بل إن هجماته العدوانية الدائمة على عدد من المحافظات والمديريات- مع ماهنالك من الهدن- هي أظهر من الشمس في السماء، في نهار يوم صائف، بل أننا نجد هذا (الحوثي) يذهب إلى ماهو أبعد، فهاهو يواصل في الوقت نفسه العدوان كذلك على ممرات الملاحة الدولية، ويهدد الاقتصاد العالمي، والأمن والسلم الدوليين، وهو ماتسبب في دفع القوات الأمريكية والغربية دفعا لضرب مابقي من البنية التحتية (المهشمة في الأصل) والإضرار بسيادة البلاد، ومصالحها، ومعيشة المواطنين، فيما هم بالمناسبة، ولشدة بأسهم وشجاعتهم (الخارقة) يتحصنون ك(الحريم) داخل الكهوف، وهذه عادتهم على الدوام؛
أسوة بأي من تجمعات الأرانب، أو حظائر الدجاج!!
وكما يبدو؛ فقد اشتد الضغط الٱن، وضاق الخناق على عنق الحوثي ومليشياته الانقلابية، الإرهابية (مالم نتخاذل ونتردد نحن) إذ لم يبق سوى أن نصدر (نحن لا غيرنا) قرار الحسم بإطلاق المقذوف الأول، من أجل أن تستمر حياة الأجيال، ومن أجل يمن حر، وشعب لايستكين.
نقول هذا، ذلك أن البقاء- هكذا- في دائرة المراوحة التي نعيشها منذ قرابة عشر سنوات عجاف، كلفتنا كما نعلم الكثير، وانتظار قرارات الغير وحساباتهم سيكون من شأنها الرضا- في الأخير- بالفواتير الباهظة، التي لن يدفعها حقيقة، وفي كل الحالات؛ أحد غيرنا، من سيادتتا، وكرامتنا، ومستقبل أجيالنا.. وبالمختصر نقول لأولياء أمورنا: هذا الميدان ميدانكم، والقرار بأيديكم؛فأوقدوا للعزم حزما؛ لقد أينعت رؤوس البغي، وحان وقت القطاف..!! مالم فالله المستعان!!