آخر تحديث :الأربعاء-26 مارس 2025-05:30ص

سالم لرضي الذي أحببت

الإثنين - 24 مارس 2025 - الساعة 04:36 ص
خالد حيدان

بقلم: خالد حيدان
- ارشيف الكاتب


سالم طاهر لرضي...ابن الشحر مولدا..وابن عدن حياة ونضالا ونشاطا وعطاء قل أن تجد رجلا بمواصفاته..

محطات نضاله وخيريته وأفضاله وعطائه على عدن وأبنائها كثيرة..منذ شبابه حتى لفظ أنفاسه الطاهرة صائما قاصدا وجه ربه الكريم

ما لا يعلمه الجيل والأصحاب والأحباب أن المناضل سالم لرضي حبس عامين كاملين في السعودية في بداية شبابه وهو بعمر العشرين .. بتهمة أنه كان يجمع التبرعات مع غيره لصالح الجبهة القومية إبان الثورة ضد الإحتلال البريطاني.

هكذا كانت البدايات..ثم كان السير والمسير في كثير من العطاءات. الإنجازات ..وهاهو اليوم لم يتخاذل في دعم إخوانه في فلسطين وهو الذي تبرع ببناء بئر ماء كصدقة جارية لزوجته في أحد مخيمات غزة في محنتهم اليوم بمبلغ تجاوز العشرين ألف دولار ..

وأعجب من ذلك أنه كرم أكثر من ستين حافظا وحافظة للقرآن الكريم في الثامن من رمضان..وهي الدفعة التي سميت بإسمه كشهادة عند الله أنه خدم القرآن حتى نهاية حياته.. كأنه بهذا التكريم قد استشعر أن الوقت للرحيل قد حان فأحب أن يختم حياته مع أهل القران..

في هذا اليوم وهو آخر أيام حياته من توفيق الله أن وفقه ليتبرع لأحد الأطفال الحافظين للقرآن بمدينة عدن بمبلغ تشجيعي 200ريال سعودي..وما أغلاها من صدقة كانت فارقة بين الدنيا والآخرة..لتشهد له عند الله ولتكون علامة حسن الختام لرجل كانت حياته كلها عطاء

ستذكره تلك الأسر التي كان يعطف عليها..لن تنساه الأسرة التي كانت تسكن جبل التوانك في كهف وقد سعى وبذل ليبني لهم بيتا يؤويهم..والآف الفقراء والمساكين والمحتاجين أيتاما وأراملا جميعهم كنت لها سندا وأخا و أبا..

كم كنت جبلا يا عم سالم حيا وميتا..

مراحل حياتك يجب أن تكتب..وصفحات عطائك يجب أن تخلد.

كنت رجل الإقتصاد..

ورجل المال والتشجيع للتجار..وكنت رجل السياسة..ورجل الرياضة..لن ينساك الشمسانيون وكذا لاعبي ملعب التنس الأرضي..

قليلون من يعلمون أنك منذ أكثر من عشر سنوات وأنت تدون تاريخ عدن أحداثا وتاريخا وصفحات تدل على عظمة المدينة التي أحببتها وأحبتك..

ها أنت اليوم تفارقنا لتلحق بأحبابك الذين رافقتهم طيلة حياتك..وفي مقدمتهم فيصل بن شملان وعشرات العظماء والأعلام..

أعلم أن ما أكتبه ليس رثاء لائقا بك ولا سطرا في تاريخك..

لكني موجوع لفراقك فأردت أن أخفف ألم الفراق..رحمك الله يا أبا فهد...فأنت لم تقصر ولكن من سيكمل المشوار بعدك


المحب/خالد حيدان

ليلة 24 رمضان 2025