*مشتاق عبدالرزاق*
▪️أكنب هذا المقال في الأيام الأخيرة المباركة من الشهر الفضيل - خواتم مباركة على الجميع - وأحاول أن استشعر الدروس اليومية التي يقدمها لنا رمضان، وأحاول في الوقت ذاته أن أعي واستوعب: لماذا تتبدل بعض الأحاسيس في دواخلنا في هذا الشهر ؟!
▪️لا اعتقد أن ذلك يكون بسبب انقطاعنا عن الأكل والشرب، ولا بسبب هذا الزخم الإعلامي والدرامي الذي تتحفنا به بعض القنوات الفضائية، ولا حتى بسبب التوجه "الرأسمالي" الذي جعل من مناسبة رمضان موسما شرائيا استهلاكيا!!
▪️تَحَوُّل مثل هذه المشاعر لا بُد أن يكون له تفسير آخر، لا استطيع أن أضع يدي عليه الآن، لكن بكل تأكيد أستطيع أن أعبر عما يختلج في داخلي في هذه اللحظة، فالمحاسبة ومراجعة النفس التي تبدأمع رمضان ومعاودة "النفس اللوامة" عملها بقوة تجعلني أشعر ببعض التغيير.
▪️أسئلة كثيرة تُراودني مع بداية رمضان وقد تضعف مع خواتمه المباركة، يا ترى ماذا فعلتُ خلال عام كامل، وماذا انجزتُ وكيف طورتُ من نفسي بل وكيف أديتُ واجباتي تجاه أسرتي وأهلي وجيراني.. و.. و.. ؟!!
▪️إن تطهيرالنفس وتنميةالمسؤولية وبناء قيمة الأمانة، كلها- وللأسف الشديد - قِيم تتراجع بشدة في مجتمعنا تجعلنا ندخل نفقاً مظلماً يُنبىء بكوارث مستقبلية لا يعلمها إلا الله ، وهي قِيم نحتاج أن نُحييها ونُنميها ونجعلها أساساً لنظام حياتنا.
▪️أعزائي القراء .. إسمحوا لي هنا أن استخدم مصطلح "مجتمع الطمع" وأربطه بالكوارث المستقبليةالمتوقعة لأن المجتمع عندما يتحول إلى مُجتمع طماع يُصبح أفراده في قمة الأنانية، ولا يكترثون بالصالح العام ولا يُفكرون مُطلقاَ في قيمة المسؤولية الاجتماعية، لتُصبح فكرة المصلحة الفردية هي المُسيطرة، مما يؤدي إلى إضعاف المجتمع وبالتالي تتسرب الكوارث إليه، كما يتسرب النوم إلى الجسد المُتعب!!
▪️صراحةً.. لا أريد أن أكون هنا متشائماً، وخصوصاً في أيام الشهر الفضيل، الذي يجب أن نُحاسِب فيه أنفسنا قبل أن نُحاسَب .. لكنني أرى أنه من الضروري أن نقوم بالتصحيح عن طريق تشخيص أمراضنا وعِللنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لا أن نتركها هكذا ليداويها الزمن، وما أدراكم ما الزمن؟!!
▪️حقاً .. إن رمضان فرصة للتصحيح، لأننا عادة مَن يُقيّم أنفسنا في هذا الشهر الفضيل، فلنبحث أولاً في ما قصّرنا فيه، وكيف أننا مُحاسبون على هذا التقصير؟!
▪️ختاماً.. أقول بأن شهر رمضان مدرسة لمُجاهدة النفس ، والبحث عن الأفضل الذي يجعلنا أشخاصاً صالحين في مجتمعنا، لا أن نُكرس مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان"!! كما ينبغي علينا أن نتذكر قول رسولنا المصطفى الهادي الأمين، صلوات ربنا وسلامه عليه : (إن الله يُحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه)!!
▪️خواتم رمضانية وعيد فطر سعيد على الجميع مُقدماً.