آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

غزة... معجزة السماء

الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 04:07 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



لقد صمّت آذاننا وسائل الإعلام المختلفة التي بذل على إنشائها المليارات، حتى تسوق الينا كم هي جيوش عظمى تملكها تلك الدولة أو تاك، ومن هذه الجيوش جيش يهود ، وكذلك امريكا والغرب، وما يملكون من تقنيات حديثة وتدريبات نادرة وأسلحة تدميرية ذكية وذخيرة لاتحصى، ومخابرات جعلتنا نخاف منها وكأنها ترانا وتسمعنا في كل مكان نتواجد به، فإذا بفئة قليلاة، لاتوجد إلا في غزة، كسرت جدار الخوف، في تلك الأرض المكشوفة والمحاصرة؛ لكنها تحرجهم أمام العالم كله، الذي زرعوا فيه الرعب من ذلك الجيش اليهودي ومن يقف خلفه، حيث خرجت له هذه الفئة المحاصرة التي منع عنهم السلاح، فأمدهم الله بسلاح الإيمان الذي جعلهم كالجبال الثابته التي لا تتحول ولا يحركها من مكانها أي قوة من صنع البشر، حيث كان بأسها أشد وأقوى من تلك الجيوش، عندما وصلوا إلى السلاح الذي ينبثق من الإيمان، وهو سلاح (المسافة صفر)!

هذا السلاح الذي جعل العدوان على غزة يضرب الحمير والخيول والعربات والمخيمات والمدارس والمستشفيات والمعاهد والجامعات، والمزارع والبحر، لايعلم من أين يخرج سلاح المسافة صفر!

هل تساءلت يوماً عن الصمود خلال عام كامل، حيث لاتجد مقومات البقاء والصمود التي تدعمه؟ من أين يأتون بالقذائف والسلاح المستخدم في المعركة على مدار الساعة؟

نعم، أننا نشاهد صور وأفلام عفوية تنقل من ساحة غزة الساخنة، لكننا نلاحظ الثبات والإيمان والتمسك بالأرض والعرض، لم نرى أمرأة متكشفة، وفي هذا المقام لا لوم عليهن فيما هُن فيه...

أنها حقا معجزة السماء...

تجد الجميع لافرق بينهم، محاربون على الارض مع القيادة يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تحقيق أهداف النصر على العدو في الميدان!

أنهم يعيشون مع الله فالكل ضدهم حتى أصحاب المساعدات لايدخلون إلا من يأذن له، وهو على إتصال مسبق مع العدوان العالمي على هذه الأرض المباركة، صاحبة الطائفة المنصورة، نعم وكأننا نعيش في عصر الصحابة مما نلاحظه من إيمان وثبات وكرامات...

وأمام صمتاً دولياً حقير، وخذلان عربي مقيت...

أمام ثلة مؤمنة تريد الحياة، لكن هذه القلة القليلة لم يستطع العالم بكل ما يملك هزيمتها، ولم يصل خلال عام كامل إلى مخازن اسلحتها، على الرغم من أن العدوا قد عبر على كل شبر من غزة، الله أكبر، من الذي أعمى البصر عندهم؟

أنها عجائب وغرائب تحدث في رقعة جغرافية محددة وصغيرة، وتتكالب عليها الأمم من كل مكان والبعض لا حول لهم ولا قوة، فتنضم إلى بقايا العاجزين حول العالم، لتشاهد معجزات السماء في غزة!