آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

النظام الإيكولوجي Ecosystem

السبت - 19 أكتوبر 2024 - الساعة 10:50 ص
غازي الصبيحي

بقلم: غازي الصبيحي
- ارشيف الكاتب



النظام الإيكولوجي بالإنجليزية Ecosystem مأخوذ من الكلمتين الإنجليزيتان Ecological: وتعني بيئي وSystem وتعني نظام، ويُعَرَّف النظام البيئي على أنه مجموعة الكائنات الحية وغير الحية التي تتواجد في بيئة معينة من الكون، تتفاعل مع بعضها البعض وترتبط بعلاقات تساهم في الحفاظ على التوازن فيه.
فالمياه تتأثر بحرارة الشمس، وبخار المياه يشكل سحب وتهطل الأمطار، وتنمو الأشجار والنباتات ويتغذى عليها الحيوان والإنسان، فإذا زادت حرارة الشمس عن مقياس معين يختل النظام البيئي وتكثر الحرائق في الغابات، وان زاد كمية هطول الأمطار تتأثر مجاري الأنهار والبحار وتحدث فيضانات تؤثر على الطبيعة والانسان من خلال هذه الفقرة أردت توضيح مدى أهمية توزان العلاقة بين مكونات البيئة وهذا ما يعرف بالنظام البيئي أو الايكولوجي، والايكولوجيا تعني دراسة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها،  فهو علم يهتم بكيفية تفاعل الكائنات الحية مع بيئتها وتأثير ذلك على الأنظمة البيئية بشكل عام. يهدف العلماء المتخصصون في الايكولوجيا إلى فهم وتحليل تلك العلاقات المعقدة ودراسة التأثيرات البيئية على الحياة، وكذلك تأثير الحياة على البيئة.

اذا كان هذا النظام هو نظام طبيعي في تنظيم العلاقات بين الكائنات وتنظيميها فكيف يمكن أن نبني نظام ايكولوجي في قطاع الأعمال، أو بصيغة أخرى يمكن القول أن هناك نظام بيئي يصنعه الإنسان من خلال مجموعة من الإجراءات والعمليات التنظيمية والتنسيقية بهدف خلق توزان تسهم في تحقيق الاستراتيجيات والأهداف المحددة لأي مؤسسة أو كيان، ودعنا نسأل عن هل يمكن للمؤسسات الحكومية أو مؤسسات القطاع الخاص النجاح في تحقيق أهدافها بشكل منفرد، وما علاقة الموظفين في تحقيق الأهداف، وهل للشركاء والموردين والمجتمع دور في تحقيق النجاحات المؤسسية.
لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح دون أن يكون هناك دراسة شاملة للعلاقات المحيطة بها داخلياً وخارجياً، فلن تحقق الأهداف بدون موظفين، ولن ينتج الموظفين بدون حوافز، ولن تكون هناك حوافز بدون إيرادات ومصادر تمويل، ولن يكون هناك تمويل بدون قيمة مضافة لأطراف العلاقة. 

ان خلق هذا التوزان هو الأسلوب العلمي والعملي الصحيح لتحقيق الإنجازات والنجاحات، وقد تتعدى العلاقات خارج نظام المؤسسة القريب  والبعيد مثل التأثر بالعوامل الاجتماعية والبيئية والاقتصادية على أداء المؤسسات، فالمشاكل الاجتماعية تؤثر على  نمو الجريمة وتصاعدها، والجانب الاجتماعي في المجتمع يتأثر بعوامل التكنلوجيا المتقدمة التي أنتجت مخزون رقمي في وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز كافة الحدود، وهناك أبعاد وعوامل واتجاهات عالمية وتوجهات حكومية وغيرها الكثير، كل ذلك يفرض على المؤسسات أهمية التركيز على دراسة شامله للعلاقات المحيطة بها بهدف خلق توزان طبيعي يجعل الأمور تسير في مسارها الصحيح وعدم حدوث كوارث وأزمات نتيجة للخلق في النظام البيئي او الايكولوجي، فعدم الاهتمام بالجانب المجتمعي والتوعية المجتمعية سيزيد من الجريمة وستؤثر الجريمة على الاقتصاد وجودة الحياة، وسيحدث اختلال في التوازن وتنعكس على حياة الإنسان.. 
اذن فمن الأهمية على كل مؤسسة أن تقوم بتصميم نظامها الايكولوجي والتعمق في دراسته بهدف خلق توزان يمكنها من تحقيق النجاح في أهدافها وتعزيز الاستدامة في النتائج والأداء.



غازي الصبيحي
مستشار الجودة والتميز المؤسسي_