آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

الكلب ...!

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2024 - الساعة 03:35 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



توصف الحيوانات بأنها دون عقل ويغلب على كثير من عملها الخطأ، وهذا لايسنده العقل والتفكير، وتتصف الحيوانات فيما بينها بصفات مختلفة، ناقصة عن الإنسان...

وأصبح الإنسان يطلق بعض أسماء تلك الحيوانات على بعض الأفراد ، فمثلاً يتصف الشجاع بالأسد والنمر والفهد ، والقوي بالفيل ، وغيره كثير حتى النساء يتصفن بذلك...

لكن في الطرف المقابل يتصف أخرون بالكلب ، فلماذا الكلب يطلق على الأفراد الأقل أهمية والساقطين والعملاء وغيرهم من أسافل القوم ؟

إن الكلب هو البارع في الاصطياد والحراسة والإخلاص لسيده الذي يرمي له الفتات، وعند الكلب الإستعداد حتى ترك أهله وعشيرته، ومحاربتهم...

فالحيوانات تبذل جهدها في إيقاعها بالفريسة وتصبح الفريسة لها، وتأخذ منها ما تريد حتى تشبع منها وتتركها، بينما الكلب يوقع بالفريسة بعد أن يبذل قصارى جهده في الإيقاع بها، ويحملها كاملة لسيده، ويأخذ سيّده ما يريد، ويترك الذي لا يريده للكلب أو يرميه حيث يشاء، ولهذا أصبح الفرق كبير بين تلك الحيوانات، وأصبحت تلك الحيوانات التي تعمل من أجل تحقيق أهدافها الخاصة بها، رمزاً للبطولة والسيادة والقوة والشجاعة، على عكس الكلب الذي بلغ إلى أعلى مراتب الحارس المخلص الذي يقاوم السهر ويعمل من أجل راحة سيّده ، ويصطاد بجهد كبير وتنفيذ ما يقع عليه دون نقاش، ولا يهمه التكريم والتعظيم، ويتم طرده لأبسط خلل والاستغناء عنه...

ولا تتعلم الكلاب الدروس ممن سبقها عندما يتم طردها من قبل الاسياد.

لهذا أصبح الكلب رمزاً لكل خائن وكل عميل وكل رذيلة وكل هوان. وأصبحت الكلاب على عكس الحيوانات التي يتم أخذها الى حديقة الحيوان؛ لهذا تجد تلك الحيوانات تشعر بالقلق والخيبة ، وتترقب أبسط فرصة أو خلل وتترك كل تلك الخدمات التي تتلاقها في الحدائق العامة ، وتفضل العيش في البراري عن حياة الاستعباد المربوطة بتلك الخدمات، ويتركها على الرغم أنها في غاية الخدمات التي يتمناها كثير من الناس للأسف الشديد! ويترك كل ذلك النعيم ، من أجل أن يتمتع كباقي سلالته بالحرية التي جبلّا كثير منها على تلك الحياة، وعدم التنازل عنها، على عكس الكلب الذي يجعل حياته مرهونة بالفتات...!