آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

في ذكرى أكتوبر..ابناء الجنوب بين الأمس واليوم في أخذ العبر !!

السبت - 12 أكتوبر 2024 - الساعة 10:37 ص
عباس ناصر السقاف

بقلم: عباس ناصر السقاف
- ارشيف الكاتب



كما هو معلوم ان الشعوب الحية لاتقبل الطغيان والخنوع بأي شكلا كان.. وشعب الجنوب العربي قاوم الاحتلال البريطاني من يوم دخوله عدن والذي كان هدفه من هذا الاحتلال بداية تأمين الممر  الدولي حيث استطاع الإنجليز بخبرتهم ان يمتصوا غضب سكان عدن على وجه الخصوص من خلال إقامة بنية  تحتية لتلك المدينة وإقامة العمران واعطاء سكان عدن شيء من الشكل السياسي في ادارة شؤونهم وكذا عقد المحتل المعاهدات مع امراء وسلاطين المحميات القريبة من عدن والتي بموجبها يتم تأمين عدن من المناطق الداخلية.

ومع انتها الحرب العالمية الثانية وظهور قطبين شرقي وغربي يديران العالم.. استشعر الانجليز اهمية التمدد والسيطرة على تلك المحميات والسلطنات بصورة مباشرة لكن شعب الجنوب قاوم ذلك التمدد من خلال انتفاضات قبلية مباركة وتم مواجهتها بكل صنوف اسحلته القمعية بما فيها الطيران ونذكر من تلك الانتفاضات الربيزي في شبوة والدماني والمجعلي والسقاف والجعري في أبين.. والعفيفي في يافع وغيرها من مناطق الجنوب وخرج ابناء هذه المناطق الى اليمن الشقيق لعلهم يلاقون دعم من الاشقاء بل تركوهم يواجهون مصيرهم.

ولم يستسلم ابناء الجنوب لتلك الظروف وسافروا للاقطار العربية الشقيقة لشرح قضية الجنوب المحتل ونتيجة المد القومي السائد آنذاك تأطر الجنوبيين في حركة القوميين العرب وحصلوا على مساندة مصر وفي اكتوبر 63م فجر رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ثورتهم بامكانات متواضعة من ردفان وكان سندهم ومددهم ايمانهم بعدالة قضيتهم كذا دعم مصر العروبة وانتشرت الثورة في كل ارض الجنوب ضد المحتل
وكان ابناء الجنوب قد استقبلوا كثير من الاشقاء اليمنيين الذين لجأوا الى الجنوب من بطش نظام الامام  لكن الجنوبيون بفطرتهم السليمة  وتحت تأثير المد القومي عاملوا الاشقاء معاملة الاخوة الصادقة واشركوهم في كثير من شؤونهم بينما كان الاخوه اليمنيين بقيوا يضمرون السوء للجنوبيين  وبدأو يخلقون الفرقة بين ابناء الجنوب وانقسم الثوار بين جبهة تحرير و قومية وتأجج الصراع الى حرب اهلية بين الفصيلين.

كانت هذه اولى الخطايا التي ارتكبها الجنوبيون بحق أنفسهم  ولم يتداركها حتى بعد الاستقلال وظل الجنوبيين وقود لهذه الخطيئة ويصفون بعضهم البعض بجريمة ممنهجة ادارها ابناء اليمن وتوجت بمأساة يناير التي قصمت جسم الجنوب وذهب من بقي من أبناء الجنوب لمأساة على شعب وارض الجنوب تحت مسمى وحدة سلم أبناء الجنوب دولتهم وارضهم  بحسن نية ولم يدركوا هذه الخطيئة الا وقد عمل نظام العربية اليمنية المضي لحد بعيد في جعل الجنوبيون يقتتلون بينهم في احتلاله للجنوب بحرب احتلال مباشرة في 94م وكشف النظام اليمني عن وجهه الحقيقي..حيث قاوم الجنوبيون هذا الاحتلال بكافة الوسائل..

وادرك الجنوبيين مكامن الخلل بينهم واسبابه واعلنوا اكبر منجز في تاريخ الجنوب الحديث وهو التصالح والتسامح الذي جعل نظام صنعاء يصرخ بأعلى الاصوات من ان الجنوبيين قد فهموا الدرس وعلى إثر ذلك انطلقت ثورة شعب الجنوبيين السلمية عام 2007م ولأن نظام صنعاء لم يؤمن يوما بما يسمى الوحدة عمل على قمع هذه الثورة وكانت افضل إنجازات تلك الثورة ان الجنوبيين توحدوا حتى اتاها نظام صنعاء غازيا مرة اخرى عام  2015 لكن هذه المرة أخطأ  في حساباته وهزم شر هزيمة وخرج من ارض الجنوب مدحورا مذموما وصارت الجنوب محررة لكن تعقيد المشهد الاقليمي والدولي وافراغ وتدمير مؤسسات الجنوب وبقايا دولة عميقة لها ادواتها واموالها الضخمة حالة دون اعلان البيان رقم واحد ثم إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل لقضية شعب الجنوب بعد تفويضه من شعب الجنوب.

وادار المجلس الانتقالي المشهد  الجنوبي في ظل تعقيدات أمنية واقتصادية بصورة اكثر من رائعة واستطاع ايصال قضية شعب الجنوب الى كل اصقاع العالم وبالمقابل نظام صنعاء شن حرب كبيرة على شعب الجنوب أمنية وعسكرية وحرب خدمات صمد فيها شعب الجنوب في قرابة العشر سنوات صمد فيها الجنويين خلف حامل قضيتهم.

ونحن نعيش ذكرى اكتوبر ال 61  نقول ان المحتل اليمني مازال في حربه المجنونة على الجنوب ومازال يملك كثير من ادواته التي زرعها وما يملكه من مال واعلام يسخرها في زرع الفرقة بين الجنوبيين وضرب نسيجنا الاجتماعي الجنوبي وهي الورقة  الأخيرة الرابحة في حربه ان لم نتخذ العبر والدروس السابقة من مآسينا منهج عمل لنا ولن يتم ذلك الا بفهم عميق لمفهوم التصالح والتسامح  الجنوبي وبه نعبر سفينه النجاح في الحرية والاستقلال أو نذهب جمعيا بدون استثناء لباب اليمن ونؤدي الصرخة وندفع الخمس للسيد ونعيش عبيد لعدم الاتعاض من دروس الماضي.

   *منصب دثينة*