آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:17ص

نماذج من عقلاء العرب ذوو الاحلام والنهى.

الخميس - 10 أكتوبر 2024 - الساعة 03:34 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


الأول: الاحنف ابن قيس.

كان احد وجاهات العرب وقيل انه ادا صاح اجتمع حوله الف رجل في ساعة لكثرة مايحبه العرب لعلمه وحلمه ورحابة صدر وقدرته الفايقة على حل المشكلات بسهولة ويسر حتى صار مضرب المثل في الحلم والعلم والاناة ورجاحة العقل.

ذات يوم قال قوم لاحد الاعراب: ان انت صفعة الاحنف ابن قيس في مجليه امام الملأ اعطيناك الف دينار وكان الاحنف ابن قيس جالساً بين قومه فجاء الاعرابي وصفعه على وجهه فالتفت اليه الاحنف وقال بهدوء ورباطة جاش لم يعهدها احد مثله: ما حملك على مافعلت؟!

قال الاعرابي: الف دينار استرطها لي قوم ان انا صفعتك.. قال الاحنف : اذن طارت عليك الالف يارجل فانا لست الاحنف ابن قيس بل ذالك الرجل.. واشار الى رجل احمق كان يجلس على مقربة منهما.. فذهب الاعرابي الى الرجل وصفعه فامتشق الرجل سيفه وقطع يد الاعرابي..


الثاني: معن بن زائدة.

دخل اعرابي على معن بن زايدة فقال: *أتذكر اذ لحافك جلد شاة.. واذ نعلاك من جلد البعير.؟!*

فقال معن : اذكر ذلك ولا انساه.

قال الاعرالي:

فسبحان الذي اعطاك ملكاً..وعلمك الجلوس على السرير.

( استفزازاً كبيراً).

فقال معن: سبحانه وتعالى.. ذلك من فضل الله.

فقال الاعرابي:

ولست مسلٌماً مادمت حياً..على معن بتسليم الأمير.

فقال معن: السلام سنة.. وهدا شانك.

فقال الاعرابي:

سأرحل عن بلاد انت فيها.. ولو جار الزمان على الفقير.

فقال معن: اذا جاورتنا فمرحباً بك وان فارقتنا فمصحوباً بالسلامة.

فقال الاعرابي:

فجد لي يا ابن ناقصة بمال.. فاني قد عزمت على المسير.

( وهذا منتهى الاستفزاز) ولو كان غير معن ابن زايدة لرماه في غيابة السجن كأقل اجراء.

فقال معن: اعطوه الف دينار.

فقال الاعرابي:

قليل ما اتيت به واني.. لاطمع منك بالمال الكثير.

قال معن: اعطوه مثلها.

فلما احس الاعرابي انه عجز عن استفزاز معن قال:

سادعو الله ان يبقيك ذخراً..فمالك في البرية من نظير.

وكانت محاولة الاعرابي استفزار معن بن زائدة بسبب انه تراهن مع قوم ان هو اغضب معن ان يعطوه الف دينار وكان يظن انه لامحالة سيغضبه.. لكنه عجز عن اغضابه فاقر بالهزيمة حين مدحه في اخر بيت شعري.


الثالث: معاوية ابن ابي سفيان.

اختلف ولده يزيد مع احد شعراء العرب انه ( عبدالله ابن الزبير) فشبب الشاعر باخته هند بنت معاوية فقال الولد لابيه: ارمه في السجن او اقطع راسه فقد شهر باختي فقال معاوية: او احسن من ذلك..!!

وعُرِفَ عن معاوية انه ذو حلم كبير وصدر رحب .

وكان الشاعر في المدينة ومعاوية في الشام ( امير المؤمنين حينها) فارسل في طلبه واثنى عليه..

فلما جاءه الى الشام ادناه من مجلسه وقال له : ان ابنتي الثانية فاطمة غاضبة عليك اذ مدحت اختها ولم تذكرها فقال الشاعر : لها علي ذلك..

فاكرمه معاوية وتركه يعود سالماً غانماً.

فلما عاد الى مكة قال اشعاراً كثيرة في مدح فاطمة بنت معاوية والناس يعلمون ان معاوية ليس له بنتاً اسمها فاطمة غير هند فسقط في اعين الناس ونبذوه ولم يقبلوا اشعاره فيما بعد.. وكان عدم قبول شعر الشاعر عند العرب مسبة كبيرة.