آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:17ص

المصير المجهول

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - الساعة 07:53 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



كيف لطفل بعمر الزهور أن يترك درساته وعائلته من أجل العمل، عندما يرأها تقف عاجزة عن توفير لقمة العيش؟! بل وتعيش أغلب العوائل اليوم حالة البؤس والحرمان، نتيجة لظروف كانت سبباً في إغلاق كثير من أبواب الأمل، بعد أن صعبت الظروف ولم يعد بالإمكان الاستمرار في العيش، فكيف تُركت اليوم هذه الأجيال خلف الأسوار بلا راع لتكبر بذاكرة تخلو من حب الوطن والمجتمع، وتكون خالية من القيم الإنسانية، نتيجة لما تحمله من صور مشوهة لمجتمعها، فهي لا تتذكر سوى نظرتها التي كانت ترمق بها عوائلها وهي تبكي حزناً على فقدان المستقبل من أيديها ، ولا زالت تلك الأجيال ستتذكر عندما ذهب أربابها مودعين الكل من أجل البقاء، كي تجلب الكرامة ولقمة العيش، وتجلب معها العطف والحنان لعوائلهم، من عالم أصبح خال من كل ود وحب!

لقد مات البعض وهم في طريق البحث عن الحياة... والبعض ذهب ولم يعد والبعض الآخر لم يجد له عنوان، ضاع الكثير والكثير، فكانت حرباً من أجل الحياة. إن الأوضاع التي نعيشها بحد ذاتها شعور قاتل، فما بالك بمن يعيش على هامش الحياة مجرد من كل عناصر القبول من حسب ونسب (الوساطات) وهذا يقع عندما يُغتال ما بداخلنا من شعور بالمسؤولية، بعدها يجتاح اليأس أعماقنا، ويبقى القلق والصمت دافع للبحث عن مصير مجهول.

فهل انتهى التاريخ كما أخبرنا (فوكوياما، المفكر الأمريكي) عندما بشرنا بقدوم عالم جديد وحياة جديدة، من خلال امبراطوريته التي تسحق العالم اليوم، مع من أعطتهم الضؤ الاخضر في تثبيت نهاية الحياة، الذي جعل كل الأحلام تتبخر تحت وطأة الواقع، الذي صنعته من خلال دعمها المستمر، وبلا حدود للحكام الفسده للأوطان.

فصار الطريق اليوم مجهول أكثر من أي وقت مضى ....