آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-08:24م

اليوم العالمي للمعلم..!

السبت - 05 أكتوبر 2024 - الساعة 01:46 م
د. عارف محمد عباد السقاف

بقلم: د. عارف محمد عباد السقاف
- ارشيف الكاتب



في اليوم العالمي للمعلم، نقف على عتبة واقع مرير يعيشه المعلمون وأساتذة الجامعات وسط ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية، حيث تحول هذا اليوم من مناسبة للاحتفاء بجهودهم وعطائهم إلى مجرد ذكرى من "الزمن الجميل". لقد أصبح المعلم، الذي كان في يوم من الأيام رمزاً للعطاء والاحترام، يكافح اليوم مثل باقي أبناء المجتمع لتأمين قوت يومه، في ظل الفقر المدقع الذي يعاني منه كثير من الأسر.

التعليم، الذي كان في الماضي رافداً أساسيا لتقدم المجتمع وازدهاره، أصبح اليوم يمر بأخطر مراحله، ويشهد تدهورا مستمرا. حيث كان التعليم المجاني في الماضي متاحا لكل أبناء الشعب، وأصبح اليوم عبئاً ثقيلاً على أولياء الأمور، الذين لا يستطيعون تحمل نفقات الاحتياجات المدرسية الأساسية لأبنائهم. أصبح التعليم حاجزاً أمام الكثير من الأسر التي تكافح لتوفير أدنى مقومات الحياة، مما جعل الآباء يشعرون بالعجز إزاء مستقبل أبنائهم.

أما الأستاذ الجامعي والمعلم، الذي كان يعتبر دعامة أساسية في بناء المجتمعات، فقد تدهورت مكانتهم بشكل كبير. لم يعد يملكون الوقت أو الطاقة للتفكير في رسالتهم التعليمية والعلمية، بل بات همهم الأول والأخير هو توفير الحد الأدنى من متطلبات أسرهم. أصبح البحث عن وجبة الغداء الضرورية معاناة يومية، وسط ظروف اقتصادية خانقة، تجعل المعلم يعيش في قلق دائم بشأن توفير احتياجات أسرته الأساسية.

إن هذا الواقع المؤلم يستدعي من الحكومة تحمل مسؤولياتها تجاه قطاع التعليم والمعلمين على حد سواء. يجب أن تولي الحكومة اهتماماً أكبر لزيادة مرتبات أساتذة الجامعات والمعلمين، بما يضمن لهم حياة كريمة تمكنهم من أداء رسالتهم السامية بفعالية. إن تجاهل هذا الوضع لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في جودة التعليم، وهو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى وقفة جادة من كل الأطراف لتحسين أوضاع المعلمين وضمان حصولهم على حقوقهم المادية والمعنوية، لأن الاستثمار في المعلم هو استثمار في مستقبل الوطن بأكمله.

د/ عارف محمد عباد السقاف