آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

الدور الإسرائيلي المحتمل في الصراع اليمني: بين مواجهة النفوذ الإيراني والمساهمة في إضعاف الحوثيين

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - الساعة 07:09 م
عبدالجبار سلمان

بقلم: عبدالجبار سلمان
- ارشيف الكاتب


يتزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن الدور الإسرائيلي المحتمل في الصراع اليمني، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها الهجمات على ميناء الحديدة وأهداف استراتيجية تابعة للحوثيين في منطقة تهامة. تأتي هذه التطورات في سياق إقليمي معقد، حيث تتداخل المصالح الدولية والإقليمية في اليمن، ويطرح تساؤل حول ما إذا كان يمكن لإسرائيل أن تلعب دورًا في نهاية الحوثيين، خاصة في ظل التطورات السياسية والعسكرية الجارية. إسرائيل لطالما كانت تراقب الأوضاع في اليمن عن كثب بسبب عدة اعتبارات جيوسياسية وأمنية. اليمن يشغل موقعًا استراتيجيًا هامًا على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي حيوي للتجارة الدولية والطاقة. سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران، على بعض الموانئ والمناطق الساحلية تشكل تهديدًا محتملاً للتجارة البحرية الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، بما في ذلك الملاحة إلى إيلات خصوصاً بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي في قطاع غزة، زادت هجمات وقرصنة الحوثيين على السفن التجارية تحت ذريعة مساندة فلسطين. من هذا المنطلق، يمكن أن تكون إسرائيل مهتمة بدور استباقي في مواجهة الحوثيين لضمان أمن هذه الملاحة وعرقلة نفوذ إيران في اليمن. لا يمكن النظر إلى احتمالية دور إسرائيلي في الصراع اليمني بمعزل عن التحالفات الإقليمية. إسرائيل طورت في السنوات الأخيرة علاقات أقوى مع بعض دول الخليج مثل الإمارات والبحرين عبر “اتفاقيات أبراهام”، كما شهدت تعاونًا غير معلن في قضايا أمنية مع الدول الخليجية الأخرى. التحالف العربي يسعى منذ عام 2015 إلى تقليص نفوذ الحوثيين في اليمن، ومن المحتمل أن يكون هناك تعاون غير معلن بين إسرائيل وبعض دول التحالف في مجالات الاستخبارات، التكنولوجيا العسكرية، وتبادل المعلومات. الهجمات الأخيرة على ميناء الحديدة وبعض الأهداف الاستراتيجية للحوثيين في تهامة قد تشير إلى تصعيد عسكري منسق، حيث يمكن لإسرائيل أن تساهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة، مثل تقديم الدعم الاستخباراتي أو توفير التكنولوجيا العسكرية المتطورة لدول التحالف أو قيام سلاح الجو الاسرائيلي بهجمات مباشرة ضد أهداف إستراتيجية للحوثيين. هناك تقارير غير مؤكدة عن قيام إسرائيل بمساعدة في تطوير تقنيات دفاعية وصاروخية لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية. من المعروف أن الحوثيين يتلقون دعمًا عسكريًا ولوجستيًا من إيران، وهذا يشكل قلقًا رئيسيًا لإسرائيل. تواجد ميليشيات مدعومة من إيران في اليمن يعني أن هناك تهديدًا محتملاً لمصالح إسرائيل في المنطقة، سواء من خلال تهديد الملاحة في البحر الأحمر أو من خلال زيادة نفوذ إيران الإقليمي. من هذا المنطلق، قد تسعى إسرائيل لتضييق الخناق على الحوثيين كجزء من جهودها الأوسع لكبح النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. رغم الأهمية التي قد تضعها إسرائيل على اليمن كجزء من صراعها الأوسع مع إيران، فإنه من المحتمل أن تلعب دورًا عسكريًا مباشرًا ومعلنًا في الصراع اليمني. الدور الإسرائيلي في الصراع اليمني اذا وجد سيكون بطرق مختلفة منها تقديم الدعم التكنولوجي والاستخباراتي لدول التحالف، وهذا يعني أن إسرائيل سيكون لها تأثير في مجريات الأحداث. من خلال دعم التحالف العربي ومواجهة النفوذ الإيراني، يمكن أن تساهم إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر في تقليص نفوذ الحوثيين وربما المساعدة في إنهاء سيطرتهم على بعض المناطق الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن إنهاء الحوثيين بالكامل يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الحلول السياسية المحلية والدولية للصراع في اليمن، وتوازن القوى الإقليمية والدور المستقبلي لإيران في دعم الحوثيين. ختاماً الدور الإسرائيلي المحتمل في الصراع اليمني لا يزال غامضًا وغير مؤكد، لكنه قد يكون ضمن إطار استراتيجي أكبر لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وحماية مصالحها البحرية. الهجمات الأخيرة على ميناء الحديدة وبعض مناطق تهامة تشير إلى تصعيد في الصراع يمكن أن يكون لإسرائيل دور مباشر فيه. لكن في النهاية، يبقى مستقبل الحوثيين مرهونًا بتطورات محلية ودولية أكبر تشمل توازنات القوى الإقليمية، وأي دور لإسرائيل سيكون جزءًا من هذا المشهد المعقد.