آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:20ص

شكراً مرافقي الشهيد عبد اللطيف على لفتتكم الكريمة

الثلاثاء - 17 سبتمبر 2024 - الساعة 09:34 م
عفاف سالم

بقلم: عفاف سالم
- ارشيف الكاتب


قبل أيام وصلتني رسالة من أحد مرافقي الشهيد عبد اللطيف السيد ذكر أنه جريح وانه قد أصيب يوم استشهاد قائده وشخصيا لا اعرفه

المرافق عبر في رسالته عن الشكر والتقدير لكتاباتي المنصفة للوطن عموما وبحق قائدهم خصوصا وقالوا انهم تأثروا بمحتواها

ورتبة العميد كانت إكرامية منصفة من الشارع للشهيد في حياته كما كانت غير منصفة من الجهات المعنية بعد استشهاده

وأتساءل هل منحت الحكومة والداعري رتبة العميد للقائد حيدرة السيد أم هي أيضا مجرد إكرامية من الشارع كأخيه الشهيد

وفيما يخص الإكرامية فقد ظننتها شهادة تقديرية فإذا بها مبلغ مالي فرفضت استلامها وماقبلتها إلا حينما استحلفوني بعد أيام من إرسالها

كم أشكر هذه اللفتة الكريمة من الجرحى وهم الشريحة التي تحتاج لمن يسندها ويشد أزرها

المؤثر في النفس تلك العبارة التي كتبوها على واجهة الظرف هدية من مرافقي الشهيد عبد اللطيف السيد وتركوها بمحل وانصرفوا

تأثرت كثيرا بهذا الأمر الذي لم أكن يوما اتوقعه ولا خطر لي على بال ان ياتي جريح ليكتب لك شكرا وتخط أنامله عبارات محزنة يكتنفها الوفاء للقائد الراحل ويغلفها الصبر على البلايا والمحن

لقد استوقفتني عبارة مرافقي الشهيد رغم رحيله وتشبثهم وتمسكهم بذلك رغم إنه غادرهم لكنه الوفاء وليس هناك أعظم من الوفاء لمن يدرك معناها وحقيقتها في زمن تتغير فيه الوجوه والمواقف والمبادئ

لا اعلم عدد المشاركين في جمع المبلغ لكني اعلم جيدا انهم استقطعوه من قوتهم وأسرهم ولعلهم في حاجة ماسة له ومع ذلك فضلوا تقديمه كهدية شكر وعرفان منهم وليقولوا نحن هنا مازلنا على العهد

اخبرتهم انني لا اريد منهم اي مقابل وان ماقلته بحق الشهيد انما هو من صميم قناعتي وانصافا له وانهم اولى بحافزهم مني فكان الرد الامور طيبة والمعنوية عالية ونستحلفك بالله ان تقبلي هديتنا

فقبلتها جبرا لخواطرهم والهدية ليست بقيمتها وانما بمعناها وغايتها النبيلة السامية ولعلهم أحوج إليها مني ومع ذلك جسدوا الوفاء لقائدهم الذي نسأل الله له ان يكون بمنزلة للشهداء الأحياء الذين عند ربهم يرزقون

بالمناسبة مرافقي الشهيد الذين تعرضوا لإصايات وجراحات ربما بحاجة لرعاية من الجهات المعنية كافة ووالله ماطلبوا مني كتابة مناشدة لعلاجهم ولا اعلم نوعية الجرح او الإصابة وهل تستدعي ذلك

بقي أن اقول لهم شكراً لكم على هذه اللفتة الكريمة التي لم تكن ابدا متوقعة واتمنى على الجهات المعنية ان تسهم في علاج جميع الجرحى الذين تستدعي حالاتهم العلاج والسفر فذاك اقل واجب تجاههم

رحم الله الأموات وتقبل الشهداء وشفى الجرحى ووفق الأحياء لما فيه الخير والسداد .

وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

عفاف سالم