آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


عشال رمز الكرامة

الأحد - 15 سبتمبر 2024 - الساعة 05:17 م

حسين البهام
بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أحدث اختطاف المقدم عشال نقله نوعية فكرية إعادت للشعب وهج الحرية والكرامة التي من خلالها ومنها تم كسر حاجز الخوف الذي أحدثته الأجهزة الأمنية القمعية في نفوس المواطنين من خلال تعاطيها مع من يختلف مع مشروع الانتقالي بل الخطف أو الإخفاء تحت مسمى إرهابي أخونجي عفاشي ضد كل من يبحث عن العدالة والمشاركة المجتمعية.. حيث راح ضحية تلك التهم الكثير من الأبرياء، وآخرهم المقدم عشال.

لكن قضية عشال كان له واقع آخر مغاير لكل الجرائم التي ارتكبها جهاز مايسمى مكافحة الإرهاب بحق أبناء شعب الجنوب لم يكن عشال رقمًا هامشيًّا في المعادلة المجتمعية كما كان يتصور خاطفوه ليثبت لهم الواقع عكس ذلك بعد فعلتهم بأنه رقم صعب في تلك المعادلة المبنية على اللحمة القبلية والوطنية التي كانت سببًا رئيسًا في فقدان الانتقال الحاضنة الشعبية له في الشارع الجنوبي ذلك الفقدان الذي قد يقلب الطاولة سياسيًّا على الانتقالي في العاصمة المؤقتة عدن الذي بدأت مؤشراته تظهر من خلال تخلي رئيس الانتقالي عن صلاحياته الأمنية والعسكرية لنائبه بعد خروج الشعب بمليونيات عشال بعدن.

لم يقرأ الانتقالي الرسائل السياسية التي أراد الشعب إرسالها له عبر مليونياته السلمية المطالبة بالكشف عن مصير عشال والمختطفين والمخفين قسراً حيث يرى الكثير من المراقبين السياسيين بأن فشل الانتقالي في الكشف عن مصير عشال يعطي دلالة واضحة بأن هناك أكثر من جهاز، وسلطات متعدده تدير أمن عدن والمناطق الجنوبية المحررة .

ومن خلال تلك المعطيات والأحداث الجارية على الساحة الجنوبية ادرك شعب الجنوب بأن سلطة الأمر الواقع لن تأتي بدولة للجنوب كما تزعم في خطاباتها السياسية حيث أثبت الأحداث المتسارعة على الساحة الجنوبية فشل تلك القوى في إدارة شؤون البلاد بعد أن عجزت المنظومة الأمنية لها في الكشف عن مصير عشال الذي تم اختطافه من قبل عناصر أجهزتها الأمنية بعد تلك الحادثة لم يعد لدى الشعب بصيص أمل في إيجاد العادلة المجتمعية التي يبحث عنها في ظل دولة النظام والقانون ذلك القانون الذي غيب بعمد أو اختطف من قبل فئه مناطقية أرادت تمرير مشاريعها الخاصة على حساب الشعب الجنوبي


ونظراً لنظرة الاستعلاء والاستكبار التي تمارسها تلك العناصر ضد أبناء ابين التي حيث ترى نفسها شعب الله المختار خرجت أبين لتقول كلمتها عبر مليونيتها في 7/9 ضد تلك الفئة لتسمع من به صمم عن رفضها لتلك الأعمال المخلة بالقيم والمبادئ الأخلاقية والشرف الوطني التي تمارسها تلك الفئة الجهوية ضد أبناء الجنوب عامة وأبين خاصة تحت شعار مكافحة الإرهاب للخلاص من خصومها ومنافسيها السياسيين.

وفي الأخير نقول للمجتمع الدولي ولدول الخليج الباحثة عن الأمن والاستقرار والعدالة والمشاركة السياسية لكل أبناء الوطن: عليكم البحث عن رجال أبين فهم رجال دولة فهم وحدهم من يستطيعون إدارتها نظراً للقيم والمبادئ الأخلاقية والقناعة السياسية والفكرية المنبثقة من روح الدستور والقانون التي يمتلكونها في تعاملهم مع الآخر ليس لشيء فقط بل لإدراكهم بأن الوطن للجميع ويتسع للجميع ولن يكون هناك وطن باستبعاد الآخر، وإن وُجد وطن سيكون وطنًا منتقصًا.

حسين البهام