آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:17ص

انقلاب المفاهيم

الأحد - 15 سبتمبر 2024 - الساعة 09:20 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



وقف الرئيس الأميركي (جورج بوش الابن) وهو يحذر المجتمع الدولي من الإرهاب...
ووصف القاعدة ونظام صدام حسين، آنذاك بالإرهاب...
وقال فيما قاله من خطابات كانت موجهة إلى البلدان المستهدفة: كفاية، ولابد لتلك المجتمعات من العيش بحياة كريمة ، ولاتجد تلك الشعوب الحياة الكريمة مع وجود الأنظمة الديكتاتورية ، ولابد من إحلال الديمقراطية بدلاً عن تلك الأنظمة، وعليها أن تنعم بالحرية! حتى أن دولته أسست قناة فضائية موجهة إلى عالمنا العربي واطلقت عليها (قناة الحرة) وللأسف فقد دمرت تلك الدول وجعلتها خاوية على عروشها ، ووقف أيضاً قبله ـ فرعون ـ وبنفس الخطاب، يحذر الناس من إتباع (موسى عليه السلام) بأنه سيبدل نهج المجتمع الذي ينعم بالأمن والأمان والاستقرار وحياة الرفاهية والراحة التامة، في ظل حكمه! ويقف اليوم من قتل الإسلام كدين ، وهم يحتفلون زوراً وكذبا بعيد ميلاد ـ النبي محمد ـ صل الله عليه وسلم ، ولم يثبت أن هذا هو تأريخ ميلاده قطعاً، بل ثبت بأنه تأريخ وفاته، صل الله عليه وسلم، فهم يظهرون الفرح بموته لا بميلاده!!!
تلك المفاهيم تتسوق للشعوب حتى تصل تلك الشياطين إلى أهدافها التي تخفيها ...
فلا تتعجبوا من كثرت المفاهيم اليوم ...
فقد أصبحت الدول التي تسيطر على معظم قرارات المجمع الدولي، وهي من أسست منظمات ((إنسانية)) ومنحتها أموال، كي ـ تلد ـ أحزاب ومنظمات حقوقية ـ كاذبة ـ تتبعها في البلدان حول العالم وخاصة العربية، وتفرض عليهم أفعال يشيب منها الولدان .
فهل وجدتم ، من ينسب نفسه إلى الله، مثل ـ الي h ود ـ (أبناء الله واحباؤه) قتلة ومجرمين؟
بل خالفوا حتى القوانين التي وضعتها الشرعية الدولية وهم على رأس التأسيس، وهم أيضا أبرز الامناء لها.
هل سمعتم عن حزب ينسب نفسه إلى الله ؟ (حزب الله) في لبنان يقتل الحياة بتعطيل عمل الدولة ... وهناك أنصار الله (الحوثيون) الذين قتلوا الأبرياء ونكلوا بالأطفال واغتصبوا الحرائر، ودمروا مصالح الناس بل وأخذوا قرارات مصيرية بالنسبة للشعب، وكل هذا باتفاق مع من يعلنون محاربتهم، وجعلوا تلك الأوطان تعيش من بين دول وشعوب العالم أوضاع مزرية، تلك هي مدرسة، آيات الله الخميني، الذي تبرأ الشيطان من أعمالها أو عجز إلى ما وصلوا إليه. فهل آيات الله قتلة للحياة؟
بل صار هؤلاء مؤسسين لدولة الاسلام في إيران وفي الواقع تحارب الاسلام والمسلمين! بل تنكر من الدين ماهو معلوم بالضرورة...
فكيف يكون هذا؟
إننا نعيش اليوم انقلاب في المفاهيم، فإذا تعمقنا مثلاً في نهج تلك الدولة (إيران)، نجد أنها أسست فيلق القدس، وهذا الاسم يدل على أنها قوات وجدت لإستعادة القدس، لكنها تمارس حربا على أهل القدس من الفلسطينيين في مخيمات النزوح حيث تم أبادهم. وهناك النظام السوري العربي الذي قتل العروبية من السوريين المتعاطفين بحق مع الفلسطينيين، ولم يطلق هذا النظام ومن كان على شاكلته رصاصة واحدة إلى من يحتل القدس، بل باع الجولان السوري العربي وهو (النظام الممانع) لقد أقامت أميركا الدنيا كلها بالحرب ضد القاعدة (الإرهاب) بينما دولة الكيان الغاصب (اليh ود) تمارس أطول إحتلال في العصر الحديث، لكن هناك حرب كانت على (طالبان)؛ لأنها ترفع شعار (لا إله إلا الله ، محمد رسول الله) وتقاضت عن من يرفع (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل...) فلا تتعحبوا من اجترار الشعارات فهناك من يدعي نكرانه على أساليب إيران، وأنها كاذبة في شعاراتها، ويرفض ما يعلنه الشيعة أمام جمهورهم وهم يلعنون ( الفاروق رضي الله عنه، وكذلك صلاح الدين والأيوبي رحمه الله) وهما من حرروا القدس من قبل...
بل يمارسون العلاقات الدبلوماسية، وتجد التبادل التجاري بينهما كبير.
لا تستغربوا فالكل من هؤلاء يعملون بالوكالة في ظلم شعوبا بل وقتلوا وعذبوا وخطفوا وشردوا وهجروا الملايين من المسلمين في سورية والعراق واليمن ولبنان والأحواز والسودان والصومال، مع من يُعلن العداء لهم، هناك مفارقات لايستوعبها العقل ...
وتجد من الدول التي تدعي الاسلام الصحيح على نهج الكتاب والسنة النبوية الشريفة، تحارب الماهجرين إليها من المسلمين المستضعفين والهاربين من جحيم الأنظمة والفقر؛ لكن أصبح المسلمون يفضلون الهجرة إلى دول كافرة حتى تحفظ حقوقه ، على أن يهاجر الى تلك الدول....
لكن المشكلة تكمن في تلقي الشعوب هذه المفاهيم بصدر رحب، ومن خلال هذا تجد الأفراد الذين لا يملكون غير الإيمان بتلك المفاهيم المغلوطة يدفعون الأثمان الباهظة ، فتجدهم يعيشون دون خدمات ، مثل: الماء والكهرباء والمدارس، أو مراكز صحية والا إستقرار أمني أو إقتصادي ، وكذلك حدث ولا حرج عن الحروب الأهلية، وما تحصده من أرواح وتدمير للمصالح، وكل هذا ما أنزل الله به من سلطان!