آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

عندما تخرج من دائرة اهتمامي، ثق بأنني لن أراك حتى وإن كنت تقف أمامي

الخميس - 05 سبتمبر 2024 - الساعة 05:17 م
هزاع العمري

بقلم: هزاع العمري
- ارشيف الكاتب



تعتبر العلاقات الإنسانية من أعمق التجارب التي يمر بها الفرد، حيث تحمل مشاعر الحب والود والاهتمام، وكذلك الألم والفقدان. قد نصل في بعض الأحيان إلى نقطة مؤلمة في العلاقات، تورطنا في مشاعر متضاربة تجعلنا نتساءل عن قيمة تلك العلاقات ومستقبلها. من بين العبارات التي تعكس هذا الشعور هي: “عندما تخرج من دائرة اهتمامي، ثق بأنني لن أراك حتى وإن كنت تقف أمامي.”

عندما نستخدم هذه العبارة، فإننا نعبر عن نوع من الفراق النفسي الذي يتجاوز المسافات الفيزيائية. فهي تنطوي على فكرة أن الاهتمام والشغف أمران يتطلبان جهدًا وتفاعلًا مستمرًا. عندما يتوقف أحد الأطراف عن العمل على العلاقة، أو يتجاهل المشاعر المتبادلة، يصبح الأمر وكأن الحضور البدني للشخص لم يعد له وزن. فحتى وإن كان الشخص أمامنا، فإن غياب الاتصال العاطفي يصنع حاجزًا يجعل من المستحيل تقريبًا رؤية الشخص كما هو.

تخرج دائرة الاهتمام في كثير من الأحيان نتيجة الخذلان، أو فقدان الثقة، أو حتى انشغال أحد الأطراف بحياته الشخصي. وعندما يحدث هذا، يشعر الطرف الآخر وكأنه فقد جزءًا مهمًا من نفسه. يصبح التواصل مع هذا الشخص محاطًا بالجمود والبرودة، لأن القلب قد قرر سلفًا أنه لا يريد الانغماس في هذه العلاقة مرة أخرى.

لكن، لماذا نصل إلى هذه النقطة؟ أحيانًا، تكون التوقعات عالية جدًا، أو تتغير الظروف بحكم تقدم مسارات الحياة. في أوقات أخرى، نكتشف أن شخصًا ما لم يعد يستحق مكانته القديمة في حياتنا. تعتبر هذه الديناميات جزءًا طبيعيًا من الحياة. فالعلاقات ليست ثابتة، بل تتغيّر وتتطور، وفي بعض الأحيان، تفقد قيمتها.

إن خروج شخص ما من دائرة اهتمامنا قد يكون أيضًا دلالة على نضجنا العاطفي. فعندما نختار الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يشكلون قيمة إيجابية في حياتنا، نحن نمارس نوعًا من الحماية الذاتية. فبعض العلاقات قد تجلب الشقاء بدلاً من السعادة، وعندما نتحلى بالشجاعة لإنهائها، نحن في الحقيقة نحافظ على سعادتنا ورفاهيتنا.

في الختام، تعكس العبارة "عندما تخرج من دائرة اهتمامي، ثق بأنني لن أراك حتى وإن كنت تقف أمامي" شعوراً عميقاً بالانفصال والإفلات، لكنه أيضًا دعوة لتعزيز الوعي الذاتي والتقدير للأشخاص الذين يستحقون اهتمامنا. يجب أن نتذكر دائمًا أن الاهتمام الحقيقي هو هدية نمنحها للأشخاص الذين يساهمون بفاعلية في حياتنا، ومن المهم أن ندرك أننا نستطيع الاستغناء عن أولئك الذين لم يعودوا يعكسون القيم التي نرغب في الاحتفاظ بها.