آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

عدن تنادي ـ خلاص يكفي!

الأحد - 01 سبتمبر 2024 - الساعة 10:15 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


تعتبر عدن أول مدينة من المدن في الجزيرة العربية، تعرف التخطيط العمراني الحضري، ومما زادها جمال وحب الجميع لها، هم أهلها، كما كنا نسمع الأصوات وهي تردد ( عدن عدن ياريت عدن مسير يوم) وهذا في عدم الصبر أيام في الوصول إليها، نتيجة لبعد السفر الذي يعيقهم عن الوصول في أقصى وقت ممكن إلى عدن....
واليوم تعيش عدن السقوط نتيجة انخراط حكامها في حروب لا تنتهي حفاظا على السلطة للأسف الشديد، وهي حروب ونزاعات أججها المستفيد من بقاء عدن مدينة أشباح، إلى جانب انغماس حكامها اليوم في حياة الترف واللهو، والمبالغة في الإنفاق بدل الدفاع عنها والمحافظة على ما ورثوه من ثقافة وفنون تحلى بها سكان عدن!
وهكذا هي المشاكل الداخلية والخارجية التي تنخر في عود المجتمع العدني حتى أصبحت المدينة تعيش كل يوم مأساة إنسانية تضاف إلى المآسي الكثيرة فيها، حيث لا يصدق الإنسان إن هذه هي ـ عدن ـ وهي من تغنى بها الأولون....
لابد أن نضع النقاط على الحروف، بأن القائمون عليها
لم يتمكنوا من إغاثة الملهوف من أهالي المدينة، كما أن التهديدات، التي يتلقاها من يطالب بالحياة الكريمة جعلت ألكثير يعيش في عدم الرضا بالوضع الحالي....
فجعلوا المدينة تبكي دماً كل يوم على فقد أحد أبنائها، منهم الشهيد والأسير والجريح والمغترب، فضاع منا الأمل كما ضاعت عدن.
لاتزال أحلام الكثير من أهل عدن، مرتبطة باليوم الذي يحققون فيه الكرامة والحرية، ويتصالحون مع وطنهم الذي طالما عانوا فيه من غياب حقوقهم، بعد تعرضهم لتهميشٍ الحقيقي والبطالة، ويستبدلون بواقعهم المرير بالأمل والتفاؤل بتحقيق طموحاتهم. حتى لايجرهم نحو مستنقع الإحباط من الواقع المعاش. هؤلاء هم ابناء عدن مثلهم مثل أبناء الشعب ، فمنهم من قضى مسيرته التعليمية في ظل ظروف مادية تقرب إلى أن نسميتها بالمعدومة، ففي عدن يعتبر التعليم طوق نجاة، من الفقر ووسيلة للحصول على لقمة العيش، والعلم هو سلاح الفقراء في وجه أي شيء. لكن الواقع ملئ بالتهميش لهذه الفئة الفعالة المليئة بالطموحات والأحلام، والتي تزخر بها عدن، لكن هؤلاء الشباب أصطدموا بحائط الجهلة والبلاطجة، وكان الحرمان هو سبيلهم.
ومن هنا ازداد السخط من قبل ساكني هذه المدينة. والاغلب منهم يسعى إلى التغيير؛ لأنهم يشعرون بأنهم غرباء في مدينتهم مما دفعهم إلى دائرة الإحباط والابتعاد عن أحلامهم، والوقوع فريسة للمخدرات والأعمال الغير المرغوبة نتجية للواقع المرير الذي يقتل طموحهم ويدفعهم إلى طريق اليأس والآلام والمأساة، والشعور بأنهم موجودون في مكان محاصر بالقيود، فيصبح هدفهم التخلص منها وكسرها والهروب بعيداً عن المدينة الجميلة والأحلام بأن غدا أفضل، خلاص يكفي ما حل بعدن، فلا يمكن تخيل الحياة المخيفة التي يعيشها أبناء عدن من بطالة وفقر وتهميش وتكميم للأفواه، وكيف أصبح الواقع والمسؤول عنه يرسل بكل لحظة المأساة والفقر الذي أصبح قاتلاً متسلسلاً يقتل كل يوم الكثير في بيوتهم ولا يعلم أحوالهم المعيشية أحد، لقد انتهت أغلب الأحلام عند ألكثير، بعد كل ما عاشه سكان عدن اليوم وما عاشوه من استقرار ونظام وحياة مدنية راقية من قبل.
لقد تغيرت اللغة التي يتحدث بها القائمون على الحكم وأصبحت غير مفهومة!
أين الشعارات التي دفعت ثمنها المدينة، من حياة كريمة؟
لقد يأس سكان عدن ممن يتشدقون بالشعارات حينما كذبها الواقع، فقد تبخرت تلك الشعارات والأحلام تحت وطأة الواقع المرير؟
فمتى يحين وقت عثورنا على حقيقتنا المفقودة، ونتخلص من كابوس المعاناة في أوطاننا؟