آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


تكريم البرنامج الوطني للتحصين إشادة دولية مستحقة

السبت - 24 أغسطس 2024 - الساعة 05:02 م

د. عبدالرقيب الحيدري
بقلم: د. عبدالرقيب الحيدري
- ارشيف الكاتب


في ظل التحديات الجسيمة التي يواجهها اليمن، وتحديداً بسبب المعوقات الكبيرة التي فرضتها المليشيات الحوثية الانقلابية في الشمال، يأتي تكريم البرنامج الوطني للتحصين الصحي الموسع بوزارة الصحة العامة والسكان من قبل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.

ويمثل هذا التكريم كإشادة دولية مستحقة بالجهود الحكومية المستمرة لحماية صحة المواطنين، على الرغم من الظروف القاسية والتحديات التي تهدد الأمن الصحي ليس فقط في اليمن، بل على مستوى الإقليم والعالم.

منذ انقلابها على الشرعية، تبنت مليشيات الحوثي سياسات خطيرة ضد برامج التطعيم، متجاهلة تماماً المخاطر الصحية الكبيرة التي تهدد الأطفال والمجتمع بأسره.

لقد منعت المليشيات وصول اللقاحات إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأطلقت حملات ممنهجة لتشويه سمعة التطعيمات، مستخدمةً كافة الوسائل الممكنة لإعاقة جهود التحصين.

هذه السياسات لم تقتصر فقط على منع وصول اللقاحات، بل شملت أيضاً حجب المعلومات الصحية المتعلقة بتفشي الأمراض، خاصة خلال جائحة كورونا، ما أدى إلى تعميق أزمة الصحة العامة في تلك المناطق.

هذه الممارسات الخطيرة التي تتبناها المليشيات الحوثية لم تسهم فقط في تفاقم الوضع الصحي في اليمن، بل شكلت تهديداً مباشراً للأمن الصحي الإقليمي والدولي.

الأمراض الوبائية مثل شلل الأطفال والحصبة، التي كانت اليمن قد أعلنت خلوها منها قبل انقلاب الحوثيين، عادت لتظهر من جديد، مما ينذر بعواقب وخيمة على المستوى الإقليمي، خاصة في ظل التداخل الكبير بين المجتمعات والانتقال السريع للأمراض عبر الحدود.

في هذا السياق، أثبتت الحكومة الشرعية ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان برئاسة معالي الوزير د/قاسم محمد بحيبح أنها تضع صحة المواطنين على رأس أولوياتها، وأثبتت قدرتها على مواجهة هذه التحديات.

برنامج التحصين الصحي الموسع، الذي حقق إنجازات ملموسة على مدى الخمسين عاماً الماضية، يمثل اليوم حجر الزاوية في جهود الحكومة الشرعية لحماية الأطفال والمجتمع من الأمراض الوبائية.

وفي ظل السياسات العدائية التي تمارسها المليشيات الحوثية، تبرز الجهود الحكومية في ضمان استمرار برامج التحصين وتوسيعها كضمانة وحيدة لحماية الأجيال القادمة.

التكريم الذي منحته منظمة الصحة العالمية للبرنامج الوطني للتحصين ليس مجرد اعتراف بالإنجازات التي تحققت، بل هو أيضاً تأكيد على الخطر الكبير الذي تمثله السياسات الحوثية على الصحة العامة.

وفي الوقت الذي تواجه فيه الحكومة الشرعية هذه التحديات بجدية وإصرار، يبقى المجتمع الدولي مطالباً بتكثيف دعمه لجهود اليمن في هذا المجال، والعمل على مواجهة التهديدات الصحية التي لا تعرف الحدود.

إن التزام الحكومة الشرعية بحماية صحة المواطنين، رغم كافة التحديات والمعوقات التي تفرضها المليشيات الانقلابية، يعكس إرادة وطنية قوية وحرصاً على مستقبل البلاد.

ومع استمرار الدعم الدولي، تظل الجهود المبذولة في الرعاية الصحية الأولية، وخاصة في مجال التحصين، نموذجاً يحتذى به في مواجهة التحديات وحماية الأجيال القادمة من الأمراض والأوبئة، وتعزيز الصحة العامة في اليمن والمنطقة بأسرها.

* وكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع السكان