آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-10:44م


حين تهاجم الأسود صغارها: جنوب اليمن بين رفاهية القادة ومعاناة الشعب

السبت - 24 أغسطس 2024 - الساعة 11:16 ص

محمد المسيحي
بقلم: محمد المسيحي
- ارشيف الكاتب



في جنوب اليمن، وبالأخص في المناطق المحررة، تتجلى صورة واقعية مؤلمة تتحدث عن نفسها بصوت عالٍ، كصرخة ألم تكاد تصل إلى عنان السماء ، في وقت كان فيه الأمل يملأ قلوب البسطاء بتحسن الأوضاع عقب التحرير، نجد أن الواقع اليوم أبعد ما يكون عن تلك الوعود التي تبخرت كسراب في صحراء الحياة القاسية.

القادة الذين كانوا يوماً قريبين من نبض الشارع وآماله، باتوا اليوم غارقين في حياة من الرفاهية والتعالي، يحيطون أنفسهم بمظاهر الترف من سيارات فارهة وفلل مترفة، بينما يعاني المواطن البسيط في الجنوب من فقر مدقع وظروف قاسية لا تطاق. 

الأب الذي كان يأمل في تأمين مستقبل أفضل لأبنائه، يجد نفسه اليوم عاجزاً عن توفير حقيبة مدرسية لولده، في حين يدرس أبناء القادة في أفضل المدارس خارج اليمن.

التساؤل الذي يفرض نفسه اليوم هو: متى يعود هؤلاء القادة إلى الصواب؟ متى يدركون أن الوعود التي قطعوها لشعبهم ليست مجرد كلمات تُلقى على مسامع الناس، بل هي مسؤولية وواجب يجب تحقيقه على أرض الواقع؟ إن الشعب اليمني، الذي ضحى بالكثير، يستحق حياة كريمة تتماشى مع تضحياته، مثل بقية الشعوب التي تنعم بالاستقرار والرفاهية.

الوضع المزري الذي يثقل كاهل المواطنين في المناطق المحررة يتطلب ثورة تصحيحية حقيقية، تعيد الأمور إلى نصابها وتضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار. 

فالقادة بحاجة إلى إعادة النظر في أولوياتهم، والالتزام بتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

ختاما، لا بد من الإشارة إلى أن التغيير يبدأ من الداخل، ويحتاج إلى إرادة قوية وقيادة واعية تدرك أن خدمة الناس هي الغاية الأسمى لكل مسؤول. الجنوب اليمني يستحق مستقبلاً أفضل، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود والعمل الجاد من أجل غد مشرق يعيد الأمل إلى قلوب من أرهقهم الفقر والمعاناة.