آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:20ص

فوضى العسكر في ميفعة

السبت - 17 أغسطس 2024 - الساعة 10:24 ص
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


في عالم السياسة، يعتبر الصراع على السلطة جزءاً لا يتجزأ من ديناميات الحياة السياسية في المجتمعات المختلفة ويكون أكثر ضراوة في المجتمعات المتخلفة او الدولة التي فقدت سيادتها. وقد يكون هذا الصراع طبيعياً إلى حد ما في ظل التنافس المشروع لتحقيق المصالح العامة، إلا أن المشكلة تكمن عندما يتحول هذا الصراع إلى مواجهة شرسة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتفكيك النسيج الاجتماعي، والاسوا من ذلك والمضحك في نفس الامر ان منتسبي المؤسسة العسكرية الذي يجب ان يكونون منضبطين وفقا للدرس الأول نفذ ثم ناقش، نجدهم، يتحدون بعضهم البعض، ويبلغ التحدي ذروته بالتحشيد القبلي والمناطقي، والإعلان الصادر عن كل طرف انه الرجل المناسب اونه بطل الابطال ويضع الاخر في منطقة الفساد والعكس. 

انه لشيء مؤسف ان نجد هذه الأطراف المتصارعة تعود للظهور مجددا نافشة ريشها بعد ان اختارت عند سيطرة الانتقالي على المحافظة البقاء في المنازل بهدوء. لكن لا نعرف لماذا الان ولماذا بدأت تلك الأطراف تتنمر الان وتعتبر انها صاحبة الحق الحصري في السيطرة على هذا المركز او ذاك، والمؤسف ان شخصيات محسوبة على الانتقالي او مؤطرة داخل الانتقالي تحشد لصالح تلك الأطراف المحسوبة على الشرعية اليمنية. الصراع على السلطة هو تنافس بين الأفراد أو الجماعات بدوافع مناطقية وقبلية مغلفة بشعارات العدالة وحق المنطقة، هذه العبارة تعطي مدلول أخف للتخلف الذي وصلنا اليه لكن يكون الحال اكثر تخلفا عندما يكون هؤلاء هم العسكر، امال قيام دولة جنوبية خالية من موروث احتكار الوظيفة، وليضربوا بالحائط القضية الجنوبية والمجلس الانتقال، المشكلة تنشأ عندما يتم استخدام وسائل غير مشروعة أو غير حضارية للحصول على السلطة. والمشكلة الأكبر عندما يكون إبطال تلك المسرحية العسكر. تتعدد العوامل التي تساهم في تأجيج الصراع على السلطة واهمها احتكار السلطة تحت شعار الدعم الشعبي او الاعتصام حتى لو كان لصالح دعم حكم العسكر. والمحصلة النهائية أنه يؤدي إلى اضطرابات يتم استثمارها سياسيا، واضطرابات أمنية يمكن أن تتحول إلى صراعات مناطقية أهلية. 

هذا بدوره يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، فلا يكون أي اعتبار للقرارات الإدارية وتصبح الوظيفة ملكية خاصة تتوارث وفقا لنظرية باب اليمن، واسواء تلك النتائج، ان هذا الصراع يزيد من احتمالية اندلاع نزاعات داخلية تؤدي إلى تمزق المجتمع على حساب القضية الجنوبية، وتميع نشاط المجلس الانتقالي

يبقى الصراع على السلطة جزءاً لا يتجزأ من الأساليب المتخلفة التي ورثها الجنوب في مرحلة سابقة، أن الطريقة التي يُدار بها هذا الصراع مجددا توحي بعودة اسلوب احتكار الوظيفة مجددا للواجهة، بغض النظر عن شعارات استحقاق المنطقة، لانه سيصبح جزء من الثقافة السائد التي ستدك الدولة الجنوبية القادمة في المهد، ان التركيز على الحلول الهادفة الى تعزيز القضية الجنوبية، واستبعاد الأطراف المتصارعة هو السبيل الأمثل للحد من الآثار السلبية لهذا الصراع في المستقبل على القضية الجنوبية.