آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:35م


الفساد الإداري يطال مدرسة أم سلمة- مودية

الخميس - 15 أغسطس 2024 - الساعة 11:19 ص

د. عبدالعزيز صالح المحوري
بقلم: د. عبدالعزيز صالح المحوري
- ارشيف الكاتب




مديرية مودية، استفحل في إداراتها الفساد ونما في مرافقها العطب وفشا في منشآتها التلف. ابتلاها الله بقيادات فاقدي الحيلة قصيري النظر، لا يرون بعيداً فنظرهم لايتخطى أقدامهم.
لايعرفون حلاً سوى الرتق والترقيع ولايجيدون غير المعالجات المؤقتة والتسويات المرحلية التي تغطي عوراتهم وتستر سوآتهم ماداموا في السلطة، غير آبهين إن كانت ستخلف مشاكل مستقبلية أدهى وأمر من الحالية.

ماكنا ولن نكون دعاة خراب أو ممتهني تشهير أو مروجي فتنة ولكنا رأينا أن الأمور فاقت المدى المستطاع تقبله وأصبح من غير المقدور احتمالها؛ فيا قيادتنا المبجلة لقد صمتنا كثيراً ليس إجلالاً ولا تقديرأ لكم ولا ظناً بالخير فيكم، فلقد علمنا مسبقاً إنكم لن تكونوا أحسن من سابقيكم وأدركنا إن مصالحكم في المديرية شخصية أكثر منها عامة؛ فما أملنا فيكم الحسنى قط، فلا تسمٍنون من جوع ولا تأمٍنون من خوف.

لم يطرأ في البال أو يجول في الخاطر إنكم ستكونون أسوأ من سابقيكم بل أسوأ وأردى من تسلم زمام إدارات المديرية. لم نكن نتوقع أن تصل بكم الجرأة -وتالله إنها ليست جرأة بل وقاحة وصفاقة- لتطالوا مدرسة أم سلمة "صنيع الأماجد ومأثرة الأكرمين "، والتي إن قلت إنها الحسنة الوحيدة المتبقية في هذه المديرية ماكذبت.
المؤسسة الخالدة التي لم تشيدوها أنتم ولا أشباهكم ممن تربعوا على مؤسسات مديريتنا، بل كانت نتاج وحصالة خبرات العصر الذهبي. ذلك الصرح التربوي والتعليمي الذي حوى العراقة والحداثة والأصالة والمعاصرة، وبقي لسنوات طويلة في حرز وملجأ عن ارتهان العشوائية وتبعية العبث.
المرفق الوحيد الذي ظل في صعود وارتقاء حينما شرعت كافة المرافق وبلا استثناء في الانحدار.

ظلت مدرسة أم سلمة للبنات في مديرية مودية مثالأً أعلى في الانضباط والحزم وأنموذجاً أسمى في القيادة الرشيدة بفضل ثلة مجيدة وكوكبة فريدة من التربويات المقتدرات وعلى رأسهن السيدة النظامية العصامية فاطمة سالم الهضام، التي حفظت الأمانة وصانت العهد فأوصلت سفينتها التربوية ألى شاطئ الأمان رغم رياح المحسوبية وأعاصير الانتقائية وأمواج العنصرية العاتية التي أغرقت كل شيء جميل في هذه المديرية فلا تبقي ولا تذر.

عندما يصل الأمر أن تتداعى حرائر مودية لإقامة وقفة احتجاجية في وجه الفساد وأهله فيتهافتن من كل خدر فاعلم أن ذلك لن يكون إلا على مؤسسة ثقيلة كأم سلمة ومربية جليلة كفاطمة،،، رفضاً منهن للسلوكيات الاعتباطية واعتراضاً على المعالجات القاصرة واستنكاراً للإجراءات اللاتربوية والتي تهدد الحياة التعليمية والتربوية للطالبات، ولابد من وقفة جادة وصارمة لكل من يعنيه ويشغله أمر هذه المديرية المغلوبة.

مدرّستي الفاضلة وأستاذتي القديرة فاطمة الهضام، أنتي الفرد الوحيد الذي بقي لهذه المديرية من الجيل التربوي العريق جيل (سالم محمد ونصر سميح والفقيد المرحوم عبدالله الهضام) وكأن لسان حالك يقول
(ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف فردا).
مازلت أتذكر حصتك الأولى في الفيزياء بمرحلة الإعدادية-مدرسة جمال التي كانت نموذجية حينها "وما كان لمدرسة أنتي فيها إلا أن تكون نموذجية"، عرفنا وألفنا فيك الحزم والعزم والصرامة، ستبقين في قلوبنا وقلوب كل المخلصين لأمر هذه المديرية والغيورين على حالها علماً ورمزاً يحتذى ويقتدى به.