آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


قطع مخصصات وزارة الدفاع جريمة في حق الوطن

الأربعاء - 14 أغسطس 2024 - الساعة 10:55 ص

بشير الهدياني
بقلم: بشير الهدياني
- ارشيف الكاتب


في وقت تزداد فيه التحديات الأمنية والعسكرية على بلادنا -كوننا امام حرب مفتوحة ضد مليشيا ايران الحوثية -نُفاجأ بقرارات غير مسؤولة وغير مبررة تهدد أمن الوطن وسيادته، قرار رئيس الوزراء بن مبارك بوقف مخصصات وزارة الدفاع منذ عدة أشهر يعدّ ضرباً من ضروب الخيانة للوطن، ويشكّل سابقة خطيرة في تاريخ الحكومات المتعاقبة.

منذ توليه منصبه، بذل الفريق الركن /محسن الداعري، وزير الدفاع، جهوداً حثيثة لتحقيق إنجازات نوعية أسهمت بشكل كبير في تعزيز قدرات وزارة الدفاع، فبعزيمة لا تلين، عمل الداعري على تنظيم تدفق المرتبات شهرياً، مما ساعد في استقرار حياة آلاف العسكريين وعائلاتهم، كما نجح في معالجة قضية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، وتمكن من تسوية أوضاع أكثر من 50 ألف متقاعد، مما خفف من معاناتهم وأعاد لهم بعضاً من حقوقهم المهملة.

لم يقتصر دور الداعري على الإصلاحات الإدارية فقط، بل امتد ليشمل تطوير البنية التحتية للمؤسسة العسكرية. فقد قاد بنجاح جهود بناء مدرسة كلية القيادة والأركان، وأعاد الكلية الحربية إلى مكانها الطبيعي، ما يعزز من جاهزية قواتنا المسلحة وكفاءتها، كما قام بإعادة تأهيل العديد من المباني التابعة للوزارة، بما في ذلك المستشفيات العسكرية، وتشييد أكبر مخزن للعلاج في البلاد، برؤية استراتيجية متكاملة، يسعى الداعري إلى جعل المستشفيات العسكرية قادرة على تقديم رعاية طبية متكاملة للمرضى والجرحى، دون الحاجة للسفر إلى الخارج.

ولم تتوقف جهود وزير الدفاع عند هذا الحد، بل تعدت ذلك إلى معالجة العديد من القضايا التي تعصف بالداخل، فبفضل إصراره وإرادته القوية، نجح في تجاوز عقبات متعددة، وعمل بلا كلل على تعزيز الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة، وعلى الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية في وجه التحديات المتزايدة.

هذه الإنجازات وغيرها تحققت في ظل ظروف صعبة وموازنات محدودة للغاية، ومع ذلك، اختار رئيس الوزراء بن مبارك أن يوقف المخصصات الضرورية لاستمرار هذه الجهود، إن هذا القرار لا يمكن فهمه إلا كتوجيهات خارجية أو تنفيذ لأجندات حزبية لا تخدم إلا أعداء الوطن، بل ويُفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات مشروعة حول دوافع بن مبارك الحقيقية.

إن الجيش هو العمود الفقري لأي دولة، والمسّ بمخصصاته يعني المساس بأمن البلاد واستقرارها، إننا في وضع حرب، والوطن يحتاج إلى كل موارده لدعم القوات المسلحة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، كيف يُعقل أن تُقطع المخصصات في وقت يجب أن تتوجه فيه كل الجهود لتعزيز قدرة الجيش على حماية البلاد؟

رغم كل هذه الجهود والإصلاحات، يواجه الداعري تعنتاً غير مبرر من رئيس الوزراء، الذي يبدو أنه يعمل وفق أجندات مشبوهة تهدف إلى إضعاف مؤسسات الدولة في لحظات حرجة، هذا التصرف الذي لا يخدم إلا مصالح أعداء الوطن يجب أن يواجه بحزم من قبل كل الوطنيين الشرفاء، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه الخيانات، التي تستهدف أركان الدولة وتعرض أمنها للخطر.

نحن أمام مسؤولية وطنية تفرض علينا التحرك الفوري لإيقاف هذه التصرفات غير الوطنية، إن بقاء بن مبارك في منصبه يعني استمرار الخطر المحدق بالبلاد، علينا جميعاً أن نطالب بإزاحته من منصبه قبل أن تتفاقم الأمور بشكل لا يمكن تداركه، والله على ما نقول شهيد، وللحديث بقية.