آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-11:54ص

حكم الاعدام بحق حسين هرهرة لايستند الى دليل شرعي!!!

الأربعاء - 24 يوليه 2024 - الساعة 06:51 ص
حيدره القاضي

بقلم: حيدره القاضي
- ارشيف الكاتب




لم أدرس القانون.. لكنني أعلم أبجديات شريعتنا الاسلامية التي يبنى عليها الاحكام، سيما حكم الاعدام والقصاص، حيث يتفق علماء الفقة الاسلامي، أن القصاص له شروط وضوابط ومن اهمها: أن يكون الركن المعنوي بجريمة القتل والمتمثل "بالقصد الجنائي" عمدي مباشر وليس عمدي احتمالي، وهذا عند الرأي الراجح من جمهور الفقهاء...

والمتابع لواقعة قتل حسين هرهرة للطفلة حنين البكري ــ رغم ما شعرنا به من ألم وحسرة وشاطرنا أهلها الحزن ــ وما ظهر من كاميرات المراقبة في ميدان الجريمة، يثبت بأن الجاني كان يتصرف بحماقه واندفاع ورعونة وتهور وعدم مبالاه واخذه الحيطة والحذر وجميع هذة الالفاظ والاوصاف تنطبق على "القتل الخطأ باهمال واعي"، ونتج عن تصرفاته الاعتداء على السيارة والانتقام من صاحبها، كما لم توضح الكاميرا بانه تعمد البحث عن الفتاة وقتلها بترصد واصرار، بل كان في حالة هيجان وغضب واضح، وأفضى الاعتداء على السيارة الى موت الفتاة حنين واصابة اختها، بينما الأب مالك السيارة الذي يعد الطرف الأساسي في المشكلة كان غير موجود داخل السيارة، وهذا بعد تاكيد الشهود المتواجدين بمسرح الجريمة بأن ابراهيم هرّب.

ونتستنتج من ذلك بان الجاني لايريد القتل العمد، بقدر ماكان ينتقم من خلال الاضرار بسيارة والد المجني عليها، مما يؤكد أن الواقعة ليست قتل عمدي مباشر ولا حتى قتل عمدي احتمالي؛ لأن الأخير يبنى على التوقع، وفي حالة الجاني وهيجانه و وجود السيارة لأكثر من ربع ساعه مقفله في مكان واحد دون حركه ومعتمه باللاصق الاسود، يرجح احتمال عدم وجود أشخاص بها على احتمال التواجد.

وفي كل الاحوال، لا نجادل في استحقاق حسين هرهرة للعقوبة المغلظة والرادعة جراء فعلته الشنيعة المتهورة ليكون عبرة لمن اعتبر، لكنها وفي تقديري المتواضع، ولما اشترطتة شريعتنا الغراء بضرورة توافر "الدليل الشرعي على نية الجاني بالقتل العمد المباشر"، فان فعله لا ترتقي الى مستوى تطبيق عقوبة الاعدام وازهاق روحه؛ كونه لم يتعمد قتل الفتاة وهذا ما أكدته الصورة بشكل مباشر وواضح..

وخلاصة رأينا أنه طالما لايتوفر الدليل الشرعي بتحقق نية الجاني بازهاق روح المجني عليها حنين والذي اشترطته الشريعة، بآن يكون دليل قائم على يقين وجزم وصراحة، لا على احتمال وتوهم واعتقاد، لذلك فان عقوبة الاعدام مبالغا فيها، وكأن بها كانت لتهدئة الرأي العام الذي شكله التأجيج والشحن والتعبئة الاعلامية التي رافقت جلسات المحاكمة، بما لها من تأثير عاطفي كبير في حشد الراي العام وناشطي حقوق الانسان ومرتادي وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث لم يتركوا مجالا للمحكمة بالتحرز بتطبيق ما ورد في أحكام الشريعة والقانون اليمني.. وتم تكييفها بشكل عاطفي وبطريقة ترضي الجمهور و والرأي العام على حساب المعايير الشرعية والقانونية والاخلاقية.


وفي الاخير لا يسعنا الا ان نضع رسالة الى والد الفتاة رحمها الله، ونؤكد له أن ما فعله حسين هرهرة جريمة نكراء يستحق العقاب، ومن حقك تدفع بذلك، لكن لاتغلبك العاطفة على الحق، فهل الواقعة تستحق حكم الاعدام؟ لانك ستكون محاسب عند الله بهذا.. أتمنى ان تتحرى الأمر من كل جوانبه، ونسال الله أن يصبرك في مصيبتك ويعوضك عنها خيرا..

وللتأكد!
أقسم اني لا أعرف بن هرهرة، ولم اكلمه يومًا او التقي معه، لكن الصمت عن الحق صفة شيطانية ذميمة وملعونة..

ملحوظة هامه للغاية:
الدليل الشرعي المستوجب للقصاص بالنفس عندما يعتريه القصور والنقصان في القصد الجنائي.. يسقط القصاص وينتقل لتطبيق عقوبة التعزير بالحبس والدية، ولو كانت مغلظة، ولإن القصاص يسقط بالشبهة مثله مثل الحد.. وهذا ليس رأي شخصي إنما إجماع عند أهل العلم الشرعي!

مع خالص الاحترام

حيدره محسن القاضي