آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-07:50م


قصة في خط #حملة_المدارس

الأحد - 21 يوليه 2024 - الساعة 05:28 م

علي المحثوثي
بقلم: علي المحثوثي
- ارشيف الكاتب


نزلت ذات يوم إلى مدرسة من المدارس الحكومية الشهيرة في #عدن لإلقاء محاضرة في الطابور الصباحي، وكانت لاتتجاوز الـ (٧) دقائق، ثم كان أن أخذني مشرف المدرسة إلى الإدارة، ولا أدري كيف فهم الكادر في المدرسة أن ورائي حلا لمشكلاتهم وخاصة الراتب، ولست أنا إلا شخص جئت لإيصال رسالة وعي للطلاب، ولاعلاقة لي بالدولة والتأثير عليها إلا من خلال الكلمة والنصيحة، والذي حصل أن المديرة القديرة (وفعلا كانت قديرة ومتألقة في ضبط المدرسة والسيطرة على وضع الطلاب مع أنهم كانوا طلاب ثانوية ومن عدة مديريات) قامت المديرة بعرض مشكلات المدرسة أمامي وكيف تواجهها، ومنها مشكلة الراتب، فالراتب على قلته قد يتأخر، والمدرسون لهم ظروف، فتلجأ المديرة إلى أن تقترض ملايين كرواتب مقدمة إلى أن يأتي الراتب الرسمي المتأخر، وجهود أخرى ذكرتها، ومشهد آخر وقفت عليه لمديرة أخرى تبحث عن الزكاة والسلل الغذائية لمدرسيها الفقراء بحق، وليس هذا الجهد مقتصرا على هذه المديرة وتلك، بل أغلب المدراس التي نزلتها وهي أغلب مدارس عدن الحكومية (بنين وبنات) وجدت حالة من الاستبسال والكفاح عند مدراء المدارس للحفاظ على العملية التعليمية وإنجاحها، رغم شحة الإمكانيات وتخلي الدولة عن مسؤولياتها، ورغم أن بعض المسؤولين يحاولون -والله- إفشال بعض المدراء الناجحين وربما عزلهم، لأنهم لايوافقون المزاج السلطوي، ولا أدري في أي قاموس عملي نضع هذه التصرفات الهوجاء، وكان ينبغي أن نحتفي بهؤلاء العظماء ونرفع لهم تحية إجلال وشكر على حسن حبهم لمهنتهم الإنسانية الراقية، وحفاظهم على الجيل من الضياع، وأنا هنا من خلال هذه الرسالة أهيب بكل صاحب خير من مسؤول محترم إلى تاجر إلى مجالس أهلية إلى شباب إيجابي، أن قفوا مع مدارس مناطقكم وساندوهم، فالتعليم هو التربية، فكل مادة علمية تنمي في الطالب قيمة أخلاقية، لأن كل مادة لها خصائص، وهي تنعكس تلقائيا على شعور الطالب وأخلاقه وهويته.

قفوا مع مدارسكم وساندوهم..

علي المحثوثي