آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

الأستاذ حمصان الحاتمي .. مسيرة عطاء وإبداع في حقول التعليم والشعر والمعمار بيافع

الجمعة - 12 يوليه 2024 - الساعة 03:37 م
صالح البخيتي

بقلم: صالح البخيتي
- ارشيف الكاتب




في زحمة الحياة وتلاطم أمواجها المتقلبة تستوقفنا شخصيات استثنائية تطبع في ذاكرة التاريخ حروفاً من نور بأعمالها وإنجازاتها، الأستاذ محمد حسين عبدالله حمصان الحاتمي، معلم الأجيال وشاعر الوجدان ومعماري الكلمة، هو أحد هذه النجوم اللامعة في سماء التربية والتعليم والأدب الذي ترك خلفه إرثاً ثقافياً وتعليمياً يُحتذى به، بهذا المقال نقوم في سرد جانب من حكاية هذا الرجل الاستثنائي الذي زرع الأمل في قلوب تلاميذه وأضاء بفكره مسارب العقول.

*النشأة والتعليم*

ولد الأستاذ محمد حسين عبدالله حمصان الحاتمي عام 1956م، في قرية الرصاص بمنطقة شوظة بمديرية سرار يافع بمحافظة أبين، منذُ صغره تغلب الحاتمي على تحديات الحياة، حيث أكمل تعليمه الأساسي والثانوي بتميز وتألق ثم التحق بعد ذلك في كلية التربية زنجبار ليزين جبينه بدبلوم دار المعلمين في اللغة العربية.

 *المسيرة التربوية للأستاذ الحاتمي*

عمل الأستاذ الحاتمي في عدد من مدارس يافع القارة، وكانت محطات فاصلة في مسيرته التعليمية، تاركاً أثراً طيباً في كل مدرسة سجل فيها اسمه في سجل التميز والكفاح.

وبدأ الحاتمي مسيرته المهنية في تعليم الطلاب والطالبات بنشاط عالي بمدرستي شيوحة وحدق، بيافع، سباح، وكان الحاتمي يقطع مسافة أربع ساعات ذهاباً وإياباً للوصول إلى تلك المدارس مشياً على الأقدام من مسقط رأسه، وأستمر على هذا المنوال ثلاثة أعوام، بعد ذلك انتقل للعمل لمدة عامين حافلة بالعطاء في مدارس يافع رصُد منها الحنشي والصفأة، بعد ذلك أكمل ماتبقى من خدمة عمله التي تجاوزت 35 عاماً متنقلاً بين مدارس سرار منها الطلائع و30 نوفمبر والمقيصرة والخشناء وعمرآن والمجزع وشوظة.

*منهج الحاتمي في التعليم وعلاقته بالطلاب*

عرف الأستاذ الحاتمي بموقفه الصارم ولكن الأبوي تجاه طلابه، انتهج طريقاً يعتمد على التشجيع المستمر والتأكيد على قيمة العلم والعمل الجاد، وهو ما زرع في أذهان طلابه حب الكتاب والقلم، إذ كانت إحدى مقولاته الشهيرة: "ليكن دائماً كتابك صديقك، والقلم سلاحك" بمثابة دستور للنجاح يتلوه كل متعلم في مدارس يافع التي علم فيها الحاتمي.

*نشاطه الشعري وتأثيره الثقافي والاجتماعي*

إلى جانب مساعيه التربوية، انصهر الأستاذ الحاتمي في عالم الشعر الشعبي بقوة وبراعة، حيث نظم القصائد التي أدلت بها المحافل والأمسيات، وكان له التأثير البالغ في نفوس محبي الشعر والأدب، إضافة إلى أنه يجيد حرفة البناء والمعمار فقد ساهم في بناء العشرات من المنازل والمدارس اضافة إلى حفر منابع المياه الجوفية (الآبار) وإصلاح الطرقات في مختلف مناطق يافع.

الأستاذ حمصان الحاتمي هو رمز شامخ ونموذج يحتذى به بالعمل الدؤوب والطيبة والبساطة وسمو الأخلاق، ومسيرته الحافلة والمليئة بالإنجازات والتحديات عكست تعدد مواهبه وحيويته ونشاطه، مما جعله شخص استثنائي يحظى بوافر من الاحترام والتقدير من كافة الأطياف في مناطق يافع نسأل الله أن يبارك في أستاذنا القدير أبو خالد ويطيل في عمره ويجزيه خير الجزاء على كل مابذل ومازال يبذله في خدمة مجتمعنا اليافعي .