آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:07ص

السرطان عند كبار السن

الإثنين - 08 يوليه 2024 - الساعة 08:42 م
د. اماني صالح هادي

بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


مقال طبي بقلم د اماني صالح هادي



هل يجب أن أفكر في علاج السرطان؟ هل سأكون قادرا على أخذها؟
يمثل السرطان لدى كبار السن، الذي يحدث لدى الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، اعتبارات فريدة من نوعها. يزداد خطر الإصابة بالسرطان مع التقدم في السن، إلا أن مدى ملاءمة علاجات السرطان، على سبيل المثال. يجب تقييم العلاج الكيميائي أو الجراحة أو العلاج الإشعاعي بعناية بناءً على صحة كبار السن ولياقتهم البدنية وظروفهم النفسية الاجتماعية. في هذا المقال نتعمق في السرطان لدى كبار السن وخيارات علاج السرطان، ونعالج المخاوف ونقدم رؤى لاتخاذ قرارات مستنيرة.

🌟لدى كبار السن المصابين بالسرطان احتياجات واعتبارات فريدة تختلف عن البالغين الأصغر سنًا. العوامل المرتبطة بالعمر يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قرارات العلاج. قد يكون لدى كبار السن انخفاض في تحمل بعض علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي وتناقص الاحتياطيات للاستجابة للمرض والمضاعفات المرتبطة بالعلاج. هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل طبية متعددة، وقيود وظيفية، وإمكانية وصول متغيرة إلى وسائل النقل والدعم الاجتماعي والموارد المالية. يصبح تحقيق التوازن بين نوعية حياة الفرد ومتوسط العمر المتوقع أحد الاعتبارات الحاسمة لكل من كبار السن ومقدمي الرعاية لهم. كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان 11 مرة مقارنة بالأشخاص الأصغر سنا وحوالي 60% من جميع مرضى السرطان يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، فمن الضروري معرفة المزيد حول كيفية ترشيد استخدام الأنواع المختلفة من علاج السرطان لدى كبار السن، وخاصة العلاج الكيميائي.

✨فهم العلاج الكيميائي ودوره في علاج السرطان لكبار السن:
العلاج الكيميائي هو علاج شائع للسرطان يستخدم الأدوية للقضاء على الخلايا السرطانية. يمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو عن طريق الأوردة، مستهدفًا الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. اعتمادًا على مرحلة السرطان ونوعه، يمكن استخدام العلاج الكيميائي بمفرده أو بالاشتراك مع الجراحة أو العلاج الإشعاعي. عند كبار السن المصابين بالسرطان، يأخذ قرار الخضوع للعلاج الكيميائي في الاعتبار الصحة العامة للمريض، والحالة الوظيفية، وخصائص السرطان المحددة.

⭐من المرجح أن يكون لدى كبار السن عوامل أخرى قد تساهم في حالتهم الصحية العامة. عند تقييم مدى ملاءمة كبار السن للعلاج الكيميائي، ينبغي النظر بعناية في العديد من العوامل الفريدة مثل:

🔸مدة العلاج: غالبًا ما يتضمن العلاج الكيميائي جلسات متعددة موزعة على أسابيع أو أشهر، مما يشكل تحديات لكبار السن الذين لديهم مواعيد طبية أخرى أو خيارات نقل محدودة.
🔸الحالات الطبية الموجودة مسبقًا: قد يرتبط العلاج الكيميائي ببعض الآثار الجانبية مثل الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، أو القصور الكلوي، أو خلل في الكبد. ينبغي توخي المزيد من الحذر عند وصف العلاج الكيميائي لكبار السن الذين يعانون بالفعل من حالات طبية متعددة موجودة مسبقًا.
🔸الحالة التغذوية: قد يواجه كبار السن صعوبات في البلع، وضعف الأسنان مما يساهم في الحالة التغذوية دون المستوى الأمثل. عندما يقترن بالدنف المرتبط بالسرطان، قد يكون من الصعب على المرضى تحمل العلاج الكيميائي.
🔸الحالة الوظيفية ومخاطر السقوط: قد يعاني بعض كبار السن من قيود وظيفية ويكونون عرضة لخطر السقوط المتكرر. من المهم أن نأخذ ذلك في الاعتبار ومن الحكمة التأكد من أن هؤلاء كبار السن يرافقون دائمًا مقدمي الرعاية لهم عند تلقي العلاج الكيميائي.
🔸تعدد الأدوية: بالنسبة لكبار السن الذين يتناولون حاليًا العديد من الأدوية الموصوفة طبيًا، يجب توخي الحذر لتجنب التفاعلات الدوائية مع علاجهم الكيميائي ولضمان الامتثال للأدوية.

🌟العوائق التي تحول دون علاج السرطان لدى كبار السن
قد يواجه كبار السن مجموعة من التحديات النفسية والاجتماعية عند اتخاذ قرارات العلاج المتعلقة بالسرطان.

1.الأعراف المجتمعية: قد ينظر العديد من كبار السن وأحبائهم إلى تقدمهم في السن باعتباره رادعًا لهم عن تلقي علاج السرطان ويشعرون أنه من غير المرجح أن يستفيدوا منه بسبب سنهم.
2.دعم الأسرة: في محيطنا الآسيوي، يلعب أفراد الأسرة دورًا مهمًا في اتخاذ قرارات العلاج ومقدمي الرعاية لكبار السن أثناء رحلة السرطان.
3.القيود المالية: نظرًا لأن العديد من كبار السن متقاعدون، فقد يشعرون بالقلق بشأن تكاليف علاج السرطان والقدرة على تحمل تكاليفه.
تسلط هذه العوامل المتنوعة الضوء على التفاعل المعقد بين العوامل النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على قرارات مرضى الشيخوخة فيما يتعلق بعلاج السرطان واستعدادهم لمتابعته.

✨أظهرت الدراسات أن العلاجات المستهدفة، مثل العلاج المناعي والعوامل المستهدفة جزيئيًا، يمكن أن تحسن معدلات البقاء على قيد الحياة ونوعية الحياة لكبار السن المصابين بالسرطان. تم تصميم هذه العلاجات لاستهداف الخلايا السرطانية على وجه التحديد مع تقليل الأضرار التي تلحق بالأنسجة السليمة، وبالتالي تقليل الآثار الجانبية المرتبطة عادة بالعلاج الكيميائي التقليدي. هذه خيارات علاجية محسنة لكبار السن المصابين بالسرطان، مما يوفر لهم نوعية حياة أفضل ونتائج عامة محسنة.
لا يزال من المهم الاعتراف بالمخاطر والآثار الجانبية المحتملة لعلاج السرطان، خاصة عند كبار السن الذين لديهم احتياطيات فسيولوجية منخفضة. يمكن لعوامل مثل الحالات الطبية المصاحبة، والأدوية المتعددة، وتغيرات نخاع العظام، والتغيرات الجسدية الأخرى أن تؤثر على كيفية تأثير علاج السرطان على كبار السن. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر المشكلات المعرفية، بما في ذلك صعوبات التفكير والذاكرة، على قرارات العلاج. يجب أن يكون قرار متابعة علاج السرطان عملية تعاونية، مع الأخذ في الاعتبار الفوائد المحتملة، ووزنها مقابل المخاطر، مع مراعاة الحالة الصحية للفرد وأهدافه وتفضيلاته.

✨على مدى عقود، كانت التجارب السريرية تميل إلى استبعاد المشاركين الأكبر سِنًّا لأسباب عديدة، منها مخاوفهم من أن الأمراض التي يعاني منها المرضى بخلاف السرطان والأدوية الأخرى التي يتناولونها قد تؤثر على نتائج التجارب السريرية، أما المخاوف الأخرى فمتعلِّقة بمدى صعوبة سفرهم إلى مواقع التجربة بحكم سنهم، مما يجعل من الصعب تحديد فعالية الأدوية المعتمدة لعلاج السرطان لدى كبار السن.

🌟وكما نرى، فإن هذه الفئة دائما ما نجدها في مواجهة خطر محدق في ظل عدم وجود بيانات كافية حول كيفية تأثير العلاجات الجديدة عليها، ومع ذلك لا بد أن تقرر ما إذا كانت ترغب في متابعة علاج قد لا يكون فعالا أو آمنا بالنسبة إليها بقدر ما كان آمنا للمرضى الأصغر سِنًّا في التجارب السريرية. ومن ضمن الحقائق التي لا تخطئها العين هو عدم وجود ما يكفي من الأدلة حول فعالية مختلف الأنواع المتاحة من علاجات السرطان بالنسبة لكبار السن، سواء كانت علاجات كيميائية، أو إشعاعية، أو مناعية، تلك المعروفة باسم "مثبطات نقاط التفتيش المناعية" (Immune checkpoint inhibitors) (وهي نوع من الأدوية التي تساعد جهاز المناعة على محاربة السرطان بمنع البروتينات التي تساعد الخلايا السرطانية على التهرب من جهاز المناعة)، وهو ما قد يُسفر في بعض الأحيان عن عواقب وخيمة.

✨تكمن المشكلة الحقيقية في أن العديد من أشكال العلاج الكيميائي أثبتت أنها أشد سمّية على كبار السن، وهو ما يُعَدُّ "مشكلة عويصة" وفقا لما صرَّح به سدراك. وللتخفيف من هذه الآثار الجانبية، لجأ الأطباء إلى تغيير الجرعات المتعلِّقة بكبار السن أو تقليص مدة تناولهم للأدوية لعلهم بذلك يتفادون نهاية محزنة، غير أنهم يفعلون ذلك دون الاعتماد على أي إرشادات حقيقية يمكن أن يُعوَّل عليها، مما يزيد من تفاقم الوضع عند هؤلاء المرضى.لا تقتصر المشكلة على العلاجات الجديدة للسرطان، فما لا نفطن إليه هو أن المرضى الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما لا يستجيبون جيدا للأنواع الأخرى من علاجات السرطان أيضا، فنحو نصف المرضى من كبار السن المصابين بمراحل متقدمة من السرطان يكابدون آثارا جانبية قد تودي بحياتهم خلال فترة العلاج الكيميائي، وهو ما قد يدفع أطباء الأورام لتقليل جرعات الأدوية .

مع أخلص تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية، و لكل المرضى بالشفاء العاجل

#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان
رئيسه وحده التوعيه الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيويه