آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

شبوة ترحب بالثوار

الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 10:40 ص
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


عندما تقرا خبرا كهذا" مصادر محلية في شبوة: اشتباكات قبلية عنيفة ومستمرة في عدد من المديريات بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على خلفية قضية ثأر". الخبر الذي ورد قبل أسبوع في بعض الصحف، فإنك سوف تقر بان هناك وضع غير طبيعي وانه لا وجود للدولة قديما ولا حديثا هناك، ولا وجود لنظام ولا وجود لمجتمع مثقف.

وهذا صحيح، بل أنك ستقرأ من خلال ذلك ان هناك فوضى قبلية، وشكل اجتماعي بدائي متخلف، ومسيطر منذ فترة طويلة ولا يريد الاستسلام للشكل الجديد لإدارة المجتمع الذي اسماه العالم دولة. ولا يريد أصحاب هذا المشروع البدائي ان يفيقوا، أو ان يسلموا ان التحول من الشكل البدائي هذا الى الدولة الحديثة، دولة المؤسسات والقانون قد حدث منذ قرون.

اعتقد ان هؤلاء لا يعرفون، توماس هوبز، ولا يعرفون. جون لوك، ولا جان جاك روسو، لكن سنخبرهم، ان هؤلاء وغيرهم أرسو نظرية الدولة، باختصار، طبيعة الدولة، وأصلها، ووظائفها، وشرعيتها، وكيفية تنظيمها وإدارتها. ثم التحق بهم مفكر فرنسي اخر اسمه مونتسكيو صاحب كتاب روح القوانين قال لهم، كمان لابد ان توزع السلطة على ثلاث سلطات تكون منفصلة عن بعضها البعض لمنع الاستبداد، واحدة منها اسمها السلطة التشريعية مثل الجمعية العمومية التي يرتبون لانعقادها الشهر القادم في عتق، كان ذلك في القرن السابع عشر، بمعنى قبل اربعة قرون، اتمنى ان يكونوا يعرفون ما معنى قرون، هذا بالطبع ليس إلا تمهيد لصلب الموضوع.. وهو أن الجمعية العمومية الجنوبية تنعقد الشهر القادم في شبوة ومكينة الدعاية الاعلامية لهذا الحدث تشتغل منذ شهور خلت. ولديهم عنوان عريض هو بناء دولة مؤسسات، المفاجئ في الامر، أن أولئك الذين ورد خبر الاقتتال عنهم، المدججين بكل أنواع الجاهلية، وبكل أنواع الأسلحة و المدججين بكل أنواع الرقاع، المدججين بفكر القبيلة الاستبدادية، سيكونون هم المنظمين والمتحدثين في اجتماع الجمعية العمومية القادم بعتق، وهم من سيقرر مصير الدولة القادمة لأنهم يجثمون على آبار النفط وسوف ينتقلون من تلك الجبهة الى جبهة قاعة الاجتماع.

لكنهم سيكونون هذه المرة عند بوابات قاعة الاجتماع مدججين بالكرفتات الحمراء والزرقاء، يناقشون مستقبل هذا الشعب البائس والدولة التي يحملونها له في ضميرهم ووجدانهم، وعقولهم المدججة بفكر الجاهلية. وسيكون المهمشون في الصفوف الخلفية حاضرون للقيام بمهنة التصفيق، بعد كلمات ساخنة عن الدولة الحديثة والأمن والسلام، وبعد حلقة فلسفة الجهل، سيعودون في قوافل مدججين بوسائل الفوضى كما كانوا، أما المثقفون المهمشون، قدراتهم الفكرية تنتهي عند شعار الانفصال فقط.
ولا حول ولا قوة لهم اكثر من ذلك، لأن ماهية الدولة سوف يقررها المدججين بالجاهلية، الجاثمون على آبار النفط والغاز، الذين حصلوا على عشرات الالاف من المنح الى كندا وفرنسا وامريكا ولم يتغير في الامر شيء، هذا ليس نهاية الموضوع بل هناك بقية وهي ان هذا الوضع يحتاج الى سنوات ضوئية لإصلاحه، معنى ذلك، انه على حضرموت أن تتخلص من صداع سوف يؤرقها الى مالا نهاية، إذا لم تؤمن ان حدودها تنتهي عند ميفعة كأبعد نقطة لم تصل لها جلبة المدججين بالجاهلية، هذا اذا كانت قضية حضرموت حية في ضمير الذين لم يتأثروا ببرامج اعادة التنشئة السياسية لصالح الأنظمة التي صادرت هوية حضرموت ابتداء بعدن وانتهاء بصنعاء، وهي من اخطر المسائل التي رحلت ملف حضرموت الى ابعد من الزمن القياسي. إعادة التنشئة السياسية تعني التلقين والتأثير، بهدف السيطرة على دوافع القادة المؤثرين حتى يتخلوا عن مشاريع مجتمعهم لصالح مشاريع أخرى.