آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:17ص

ميفعة والاصطفاف الوطني

الثلاثاء - 02 يوليه 2024 - الساعة 10:53 ص
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


في هذه المرحلة، باتت المفارقات جزءاً لا يتجزأ من المشهد العام، حيث أصبحنا نشهد تزايداً في عدد الحالات التي يظهر فيها البهلوانيون الجواسيس، الذين يحاضرون عن الاصطفاف الوطني" وهي إحدى المفارقات التي تستدعي التأمل ".

من خلال فهم دوافع أصحاب هذه المفارقات وتسليط الضوء عليها، يمكن للمجتمع أن يصبح أكثر وعياً وقدرة على التمييز بين الحقيقي والزائف. إذا كانوا دائماً يقظين ويتساءلون عن مدى تطابق أقوال وأفعال من يدعون الوطنية. كذلك، يجب تعزيز الرقابة والمساءلة لضمان أن من يتولى مناصب المسؤولية يكون فعلاً ملتزماً بالقيم الوطنية.

لنأخذ مثالاً على ذلك من التاريخ الحديث. في إحدى الدول، تم الكشف عن تورط مسؤول كبير في الحكومة في عمليات تجسس لصالح دولة أجنبية. هذا المسؤول كان يُعرف عنه التشدق بالخطابات الوطنية والدعوة إلى تعزيز الأمن القومي. بعد الكشف عن حقيقته، أدرك المواطنون حجم التناقض بين أقواله وأفعاله، مما أضعف ثقتهم في النظام السياسي بأكمله، هل رأيتم كيف كان سببا في كراية الناس للنظام السياسي.

في كثير من الأحيان، هناك من يتحدثون بإسهاب عن ضرورة الحفاظ على القيم الوطنية والدعوة للاصطفاف الوطني، بينما هم في الوقع كانوا متورطون في أعمال تجسس على المجتمع. هؤلاء الأفراد يستغلون المواقع التي تسلقو إليها للترويج لأنفسهم كرموز للنزاهة والوطنية فقط، وهذا يثير السخرية والاستياء لدى الجمهور. هؤلاء اشتغلوا بإخلاص لوكلائهم في صنعاء عندما ظهر الحراك ليحصلوا على الثمن والان يزايدون تحت عنوان الاصطفاف الوطني لمصلحة شخصية، وغدا عندما تلتحق ميفعة بحضرموت سنجدهم في الصف الأول يلقون محاضرات عن الاصطفاف الوطني أيضا، لأنهم لا يخجلون ولا يرون ان صورتهم تثير الاشمئزاز والتقيؤ.

الجاسوسية هي نشاط خبيث وغير قانوني يهدف إلى جمع معلومات حساسة لأغراض غالباً ما تكون ضارة بالمجتمع المحلي. وعلى النقيض من ذلك، يُعتبر الاصطفاف الوطني مفهوماً شاملاً يُعنى بالنزاهة، الولاء، والإخلاص للوطن. إذن، كيف يمكن للجواسيس، بأفعالهم التي تتناقض مع هذه المبادئ، أن يتحدثوا عن الوطنية.