آخر تحديث :الثلاثاء-02 يوليه 2024-02:27ص

حراس خرافة الوصاية

السبت - 29 يونيو 2024 - الساعة 01:05 م

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


شيء من التاريخ (7)..
الإمام أعلى مرتبة من النبي
…………

تفاجأ كثيرون بالتصريح المنسوب لخامنئي حول أن "الأئمة أعلى مقاما من الأنبياء".
وأنا متفاجيء من تفاجئهم بشيء معلن وموثق ومصرح به بشكل شبه يومي.

فسدنة خرافة الولاية يرون أن النبي مجرد وسيط بين الخالق والمخلوق في إيصال الوحي، أما الإمام فهو النائب عن الله تعالى في قيادة المجتمع وهدايته.

وعندهم أن ابراهيم كان نبيا في البداية ثم بعد ذلك ترقى وأصبح إماما، وهذا دليل عندهم على أن مقام الإمامة أعلى!

يفسر الشيعة آية "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " أنها امر من الله للوسيط محمد بتبليغ الناس بوصاية علي التي هي جوهر الاسلام ولا يكتمل الدين إلا بها.
فمهمة النبي البلاغ فقط، أما مهمة الإمام قيادة الناس وتوجيههم وضمان إيمانهم الذي لا يصح إلا باتباعه.

عند الخو..ثية، الرسول بلغ القران أما الإمام فهو قرآن ناطق، وقرين القرآن، وله الولاية التكوينية (التصرف في الكون) والولاية التشريعية (تشريع الحلال والحرام).

رفع الإمام مرتبة أعلى من النبي كان نتيجة للخيبة الطويلة عند البيت الطالبي للوصول الى السلطة. في العصرين الأموي والعباسي تعرض الطالبيون لمذابح مستمرة نتيجة انتفاضاتهم التي لا تتوقف ضد الخلفاء تحت عذر انهم الأحق بالحكم لأنهم ورثة الرسول.
وكان كل فشل سياسي يعوض على المستوى الديني.
يُقتل الطالبي الطامح للحكم فتلجأ الايديولوجيا الشيعية لرفعه إلى ما فوق مرتبة البشر. يفشلون مرة أخرى فترفعهم الايديولوجيا الى مستوى الانبياء. يفشلون اكثر فترفعهم الايديولوجيا الى ما فوق مستوى الانبياء.
كلما تعمق الفشل السياسيي بالغت ايديولوجيا الوصاية والولاية في رفع مرتبة "الإمام" حتى صار الامام هو كل الإيمان.
في مراحل معينة صار الامام نفسه أهم من الله. فالله خلق الكون من أجلهم ويشغل نفسه ليل نهار لارضائهم وضمان محبتهم!

حراس خرافة الوصاية يطرحون الاسلام كدين عبادة أشخاص.
الولاء فيه لأشخاص، والعقيدة فيه عقيدة في أشخاص. والإيمان هو طاعة هؤلاء الأشخاص.

ويعض الخرافات لا تترك لك مجالا للحلول الوسط

حسين الوادعي