آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

لماذا لانربط حزام الامان ؟!

الجمعة - 28 يونيو 2024 - الساعة 04:31 م
صالح ناصر سالم الحنشي

بقلم: صالح ناصر سالم الحنشي
- ارشيف الكاتب




هل رأيت يمني واحد رابط حزام الامان؟
أنا على الاقل لم أر أحدا! 
هل من تفسير لهذه الظاهرة؟
في عام 1967م كان الجيش؛ جيش الجنوب العربي..يستأجر طائرات داكوتا لنقلنا الى المعسكرات... وكانت شركة الطيران هذه تسمى (الباسكوفي) الصباح الباكر صعدت بنا الداكوتا المتهالكة القديمة جدا  صعدت من مطار عدن  باتجاه بيحان أنا يومها كنت جندي لاسلكي تبع  الكثيبة الاولى متمركزة في النبعة بوادي (حريب) وفي منتصف الطريق فوق أرض الربيز ... توقف المحرك الايسر لهذه الطايرة القديمة....كنا نرى المحرك أمامنا يتحرك ويتوقف محدث فرقعة مخيفة، وكان عددنا (24) مع الكابتن ومساعده...أهتزت وتمايلت شمالاً وجنوباً فتح الطيار السراج الأحمر (دانجر  دانجر، خطر خطر) معنا  الإمام  كان لكل كثيبة أيام الجيش القديم أمام مسجد برتبة كابتن، كان يلقنا الشهادة ويقول: بصوت مرعب  توبوا يا أولادي، شهدوا  لا إله إلا الله.
 نحن تلك الأيام شباب ..قنعنا من الحياة....    
فجأة خرج من الكبينة الكابتن العجوز الانجليزي  يتمسك بيديه ويحاول يبتسم بس فشل وطلعت تكشيرة.... يأشّر لنا ثان أربطوا أنفسكم بالحزام بعضنا ربط والاخر ماربط  قام الكابتن بنفسه ربط جماعة، وقادرنا وعاد للكبينة كان وقت عصيب لم أر في حياتي أسّد منه ولا أرعب منه!
صعد بالطائرة للاعلاء كنا نرى الجالسين أمامنا فوق واستمر يصعد والطايرة تترنح شمالاً وجنوباً والقاضي يشهد ونحن في محنة كبيرة منتظرين الموت المحقق كنت أنظر الى تحت وأر قطع من الغيوم اسفلنا بمسافة كبيرة، ثم اعتدل بها وهي على حالها يطير بمحرك واحد
فجاءة طفاها وهوت بنا بلا ضجيج اغلق المحرك الثاني ونزل بطيران شراعي  ثم نهزها  مثل السيارات  الذي ينهزوها وقامت...بس هذه النهزة نهزت قلوبنا...  حدث ارتجاج هائل، وخرج دخان كثيف والذي ماربطوا أنفسهم حدثت لهم إصابات وأحدهم تدرج الى عند الذيل حق الطائرة، ثم  افقنا من الصدمة، والكابتن يفتح الباب ويضحك ضحكة حقيقية فرحان بالنجاة، وعاد ليهبط بنا في مطار بيحان بأمان، ونزل قبلنا  يعانقنا ويشد على أيدينا ويشكرنا  على تحملنا  كان متحمس جدا  وعالجوا الجرحى وكانت السلامة

وعرفت منذ ذلك اليوم أهمية ربط الأمان!!!   
فيجب أن نحرص على الربط سواء في سيارة أو طائرة، لما له من أهمية قصوى جربتها  في ذلك اليوم المرعب!