آخر تحديث :الثلاثاء-02 يوليه 2024-02:27ص

لصالح من اللعب على التركيبة السكانية لعدن ؟

الجمعة - 28 يونيو 2024 - الساعة 08:32 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


تشمل المؤشرات الأساسية للإحصاءات الديموغرافية في المقام الأول مؤشرات حجم وتركيبة السكان وعدد المواليد والوفيات والزواج والطلاق وعدد الوافدين إلى البلاد وخارجها وكذلك عدد الأشخاص القادمين والمغادرين داخل الدولة ومناطقها.
منذ عام 1990، ارتفع معدل التدفق البشري و الزواج و المواليد بشكل متسارع و ملحوظ للغاية في عدن ، واليوم كذلك هناك فجوة في زيادة عدد سكانها ، بسبب حركة الانتقال لعدد كبير من الناس من خارج عدن الى داخلها وهذه الحالة تشكل خطر ديموغرافي على التركيبة السكانية ، وهو أمر ليس عشوائي بل مدروس ، محسوس ومرئي في المدينة التي تغرق كل يوم في صور جديدة من الاضطرابات، من قبل ناس لا يشعرون بانتمائهم للمدينة ولايسعون لتطويرها وهذا واضح في فساد خدمات الكهرباء والبنى التحتية وصور العنف الجديد على شكل اشتباكات مسلحة وبسط على الاراضي وانتشار للمخدرات والجهلة ومجاميعهم المسلحة في عدن .
في لعبة المستقبل عدن مقبلة على تحولات اقتصادية ايجابية غصباً عن الجميع وهناك اتجاه خطير يتمثل في أن المستفيدين و الممولين الجدد المتحكمين بالعملة المنهارة بدأوا فجأة يلعبون دوراً سلبي في حل مشاكل عدن الديموغرافية بزيادة طفرة الهجرة من الريف الى المدينة و النازحين واللاجئين والمهاجرين الغير شرعيين وسط انتشار للمولات ومحلات صرافة دون معرفة مصادر تمويلها ، جميعها عمليات مصحوبة بتكتيك تطفيش مدروس لما تبقى من سكان المدينة القدامى من بيوتهم و وظائفهم القليلة ، بينما في الواقع الدور الأول والرئيسي هنا يجب أن يلعبه العلم - علم الاجتماع والطب والاقتصاد والقانون .
الديموغرافيا هي علم السكان , اين هي سلطات عدن من التدابير الرامية إلى الاحتفاظ بهوية عدن وسكانها ومعالمها واثارها ومن خلق حافز بين ابناء المدينة وخاصة فئة المراهقين والشباب لقيادة نمط حياة صحي، والتفاعل مع المنظمات غير الربحية ذات التوجه الاجتماعي بشأن مسألة مكافحة البطالة والتعليم وتطوير الحرف ، فضلا عن الأنشطة المنفذة في إطار المشروع الوطني الاول وهو “ التعليم وسيادة القانون ”.
أحد مكونات الدولة هو سكانها و هو أساس وجودها وتطورها ، ومن الطبيعي أن يعتمد الشعب والدولة على بعضهما البعض والحفاظ على السكان ودعم حجمهم ونوعية حياتهم هو أحد شروط النجاح التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد وضمان الأمن القومي.
تهميش ابناء عدن وابعادهم عن الوظائف والمناصب العليا وخنقهم المتواصل من خلال محاربتهم في لقمة عيشهم وحشو المدينة بالمتسلقين و المتسولين وحملة السلاح المناطقيين من بلاطجة الهجرة من الارياف الى المدينة والنازحين و المهاجرين الغير شرعيين واللاجئين ومحاولة صرف هويات شخصية وجوازات لبعضهم لا يخدم المدينة ولا يطورها بل يدق ناقوس الخطر الديمغرافي لسكان عدن ، ومن هنا اجدها مناسبة لتوجيه دعوة من خلال هذه المقالة الى السطات في عدن لعقد مؤتمر تحت عنوان :
( التطور الديموغرافي في عدن : التحديات الجديدة والحلول الممكنة للمشاكل ) .