آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

ماذا يجري في شبوة؟

الجمعة - 28 يونيو 2024 - الساعة 08:30 ص
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


عندما نشاهد تنافس زعامات القبائل أو الجماعات على مناطق النفوذ التي رسمتها لهم صنعا وعلى الموارد المحدودة التي اوهمتهم بها آنذاك ، فهذا مؤشر باتجاه حالة من عدم الاستقرار ويزيد من عرقلة أي تقدم، حيث يتمتع القادة القبليين بالقدرة على خلق حالة من الفوضى بهدف التحكم بالموارد وتوزيعها بطريقة غير عادلة، وكذلك حكم المشيخات القبلية المتخلف، الذي بدأ ينمو على حساب الثورة الجنوبية، يمكن أن يعزز من حدوث تقلبات اجتماعية وسياسية خطيرة، ويعرقل التقدم نحو الاستقرار الشامل. ان عدم التغلب على العوائق الداخلية والبدء في إجراء إصلاحات حقيقة، سيجعل من الدولة القادمة تعاني نزاعات داخلية مستمرة.
ان بناء الدولة بأفكار بدائية متخلفة، يعتبر تحدًا كبيرًا، سبق وان تم تجريبها وفشلت في صنعا، وتركت اثرا سلبيا في تكوين ثقافة المجتمع، يحتاج الى مئات السنين لإصلاحه، ان الانتصار على العوائق ، يكون بالبدء في بناء جدار قوي بالثوار المثقفين المؤهلين يصعب اختراقه ، وبخلاف ذلك لن يكون هناك استقرار اذا كان الجدار يتخلله القادة القبليين، فهم في الأصل يحملون ثقافة ضد مشروع الدولة، والتحاقهم كان بدافع شخصي بحث، للحفاظ على مراكزهم الاستبدادية، مما يزيد من احتمالات الصراعات الداخلية والفوضى، ويعوق أي تطور سياسي مستقبلي. والسلطة المتركزة في يد القادة القبليين قد تكون غير مستقرة بطبيعتها، حيث تعتمد على عوامل شخصية أكثر من الإدارة الفعالة والمؤسسات القوية. هذا يزيد من احتمالات التنازعات والصراعات الداخلية بين القبائل أو داخل القبيلة نفسها، مما يسهم في خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي.
ان الفوضى والتخبط ستسمح للشخصيات القبلية التي التحقت، ثم تم ضمها بذريعة انها قادرة على احتواء مجموعات كبيرة من الناس، ان تكبر، الواقع الان لا يحتاج الى زخم جماهيري، ولا يوجد عدو خارجي ولا احد ينازع الجنوبيون، الان المشكلة داخلية مائة بالمائة، ونظرًا لعدم وجود إجراءات واضحة لتسوية الاختلالات بجرأة ومنها ابعاد القادة القبليين (الذين التحقوا بصفتهم مشايخ) من الجمعية الوطنية ومن المراكز التنظيمية ووضعهم في مجلس يمكن تسميته بمجلس التراث. والا سيؤدي ذلك إلى مزيد من الفوضى والتخبط في السياسات، سينعكس على فرصة بناء دولة صحيحة، إن وضع السلطة في يد القادة القبليين قد تكون عائقًا أمام أي تطور سياسي ونظام حديث يهدف إلى بناء مؤسسات ديمقراطية أو تعزيز حقوق الإنسان. ووضع السلطة في يد القادة القبليين سيكون عاملًا رئيسيًا في استغلال السلطة للمصالح الشخصية، كما حدث مع نفس الوجوه في فترة حكم صنعا، وهذا يزيد من حالات الفساد والاستبداد، مما يؤدي إلى عدم قيام دولة صحيحة.