آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


فلسفة القيادة غالبا (الشعارات والخطابات )

الثلاثاء - 18 يونيو 2024 - الساعة 06:22 م

حسين الحماطي
بقلم: حسين الحماطي
- ارشيف الكاتب


نعم في هذا البلد تعيش فلسفة عميقة من خلال التعامل اليومي مع الناس وترى امامك الف نظرية من نظريات أفلاطون وسقراط ومجتمع الفلاسفة التقلييدين ، ولكن هل هذه الفلسفة إيجابية ام سلوك وثقافة مكتسبه من تغييرات المناخ السياسي والاقتصادي المتغير في بلدنا ١٨٠ درجه خلال عقدين من الزمن، بالتأكيد فلسفه سلبية فالبائع يقنعك بطريقة فلسفية ان بضاعته ذات جودة عالية او ماركة وتدرك حين تفتحها لاحقا انها ليست بتلك الصورة التي اقنعك بها ، وكم هي الامثلة ، وقس عليها في العمل السياسي والاجتماعي والقبلي تتحدث الناس حتى النخب ثقافة وفلسفة غير موضوعية وكأن هذه البلد يعيش خارج كوكب الكرة الأرضية و الموضوع ليس بهذه البساطة التي ممكن للمتقلي ان يقرأها ، بل أعمق اذا نظرنا بتمعن في كيف الحياة ماشيه في بلد تعصف به الحروب والأزمات الاقتصادية والثقافية والنظم والقوانين التي تسير حياتهم اليومية ..

ففي الجانب الاجتماعي والقبلي والاعراف بعضها وليس كلها طبعا تعتمد على القوة والمال في الحكم والتحكيم ولا تعير الدين والإنسانية مرات اي اعتبار حين وجدت القبيلة النظام والقانون غير فاعل والقضاء بطيئ ومماطل غالبا كما كان يحدث في عهد النظام السابق الذي دعم القبيلة و وحكم الاعراف وروج لها بطرق مباشرة وغير مباشرة انها مشروعة ومردافه للنظام والقضاء وهذه أيضا فلسفة عميقة في الإقناع رغم مخالفتها كثيرا للمنطق والحق ومشروع الدين .

وفي الجانب السياسي كذلك ومعروف ان السياسة كل الطرق والوسائل مباحه فيها للوصول للغاية ، لكن اي غاية هل الغاية الجمعية لكل أفراد الشعب ام غاية القيادة ومصالحها الشخصية او الحزبية، وهنا المشكلة، وهنا تجد فلسفة الخطابات والشعارات التي تبرر اي تصرف وثقافة سلبية تخالف القيم والمبادئ والاهداف الجمعية وبطريقة فلسفية مقنعه والدليل وجود اكثر من مشروع سياسي في اليمن ككل وكل مشروع له قيادته وعرابه وفلاسفه اقنعوا شريحة كبيرة من الشعب بمثالية ونجاح مشارعيهم والعكس صحيح، فالواقع معروف ولكن لأن الفلاسفة شطار لازالت شريحة كبيرة مقتنعة بنظرياتهم وبناء الوطن الافلاطوني الموعود !

كل هذه فلسفة غير تقليدية وايضا سلبية رغم نسبة الإقناع فيها إلا انها نتيجة سلبية لتراكمات الازمات واولها أزمة النظام والقانون الفاعل والعادل ، وازمة فكر ووعي وازمة وجود قيادات استثنائية، وازمة فرص قيادات وطنية لم تصل بعد لموقع صناعة القرار وتقديم مشروع وطني حقيقي مجرد من الاناء الإنسانية والذات البشرية التي تميل مع الهواء غالبا لتصنع وتبني وطن وتنقذ هذا الشعب المطحون بالازمات وانهيار مقومات الحياة،
والأمل ان يبعث القدر والإرادة الوطنية فلاسفة وطنيين حقيقيين ، فلاسفة ونظريات ايجابية لمشاريع وطنية وانسانية تحقق تطلعات الشعب وتصنع في زمن التدمير مشروع تعمير وطن وتعليم ونظام مدني حضاري واداري وديمقراطي والبداية يجب ان تكون من الاهتمام بالتعليم لأنه اساس نهضة الدول وتطورها .