آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

الحفل التنكري في.. معاشيق، ماذا يخفي ورائه؟

الخميس - 13 يونيو 2024 - الساعة 09:00 ص
صالح ناصر سالم الحنشي

بقلم: صالح ناصر سالم الحنشي
- ارشيف الكاتب




تحاك وراء هذا الحصن  أمورا سرية  لايعلمها إلا الله والساكنين فيه.
ففيه يتم عجن الأمور وتخميرها  وطبخها  ..ثم توزيعها على الاقلام الاجيرة، ويوجد من يضفي عليها بريق وحلاوة وطراوة، ثم تنشر.
هذه الأمور ليست خافية على أحد.
لاسيما أنه يعلم الجميع إن اللاعبون الحقيقيون هم  المستشارين... وليست القيادات إلا اكسترا توزع عليها النوتة ويأتي المايسترو، ويشير اليهم وتبدأ هذه المعزوفة البذيئة، الذي عايشناها أيام حكم المندوب السامي.
كل ولاية لها مستشار، بس مستشار يسدي النصح والمشورة للسلطان  فقط.
بس  مساكين السلاطين ظلمناهم، كان الواحد معه بيت (لبن ولاحجر) يكفيه وأسرته وخدمه.
وسيارة لاندروفر، و (50) عسكري  برأسه عمامة حمراء  مثل الديك!!!
وقمنا الدنيا وأقعدناها، عليهم   حتى تركوا البلاد ولاذوا بالفرار الى كل اسقاع العالم بحثا عن الأمان  ووجدوا الأمان فعلا... ذلك الأمان الذي نتوق نحن اليوم اليه.
الراقصون في الحفل التنكري  هم يمتلكون نص ثروة  البلاد  وأما النصف الاخر  للمايسترو،،،
الاراضي توزع على أقاربهم  البيوت لهم في عدن  المناصب توزع  على العشائر الراقصة،    الأموال، تهرب للخارج بعد تحويلها الى عملات أجنبية؛
لأن الراقصون والمهرجون فيهم ذكاء شيطاني... هم يعلمون إن أيامهم معدودة وإن التاريخ  يؤكد مرور دول  راقصة في حفلات تنكرية لشعوبها  مرت  على المسرح  ثم ذهبت الى السلة القذرة للتاريخ.
ايها المهرجون: أنتم سجنتم أنفسكم وراء جدران صماء وأبواب حديدية وتركتم شعبكم  يتضوّر جوعا  وعريا  وفاقة وأمراض ولهيب الصيف  صيف عدن الذي لايرحم.
تركتموه  وصعدتم قمة (معاشيق) على أعلى منحدر وتحتكم البحر  تتكسر أمواجه مرتطمة بصخور الجرانيت...و أنتم لستم بحاجة للمكيفات وتلطيف الهواء؛ لأنكم في نعيم، فلا تحسون بالحر وإلا بالبرد! 
ليتكم تحوّلون مقاعدكم وتنزلون قليلا ....حتى تسمعوا في ليلة العيد  نشيج الاطفال وبكاء الأرامل وأنين الأمراض والجوعى 
ليتكم تسمعون دعوات الفقرا 
وليتكم تبصرون دعوات المظلومين.. وهي تصعد إلى السماء وتصل للسموات العلى   
والله لوسمعتم أو رأيتم ذلك  لنزلتم تجأرون  وتصرخون وتهربون  ...
انتظروا واستمروا في رقصكم التنكري..فشعبكم يرى وربكم يرى!
انتظروا  للغد وهو آت  وسيعلم الذين ظلموا  أي منقلب ينقلبون!