آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


حين يصبح الثائر تاجر حقيقة نكره في مفهوم و أسس وأهداف الثورات التحررية!

السبت - 01 يونيو 2024 - الساعة 03:24 م

حسين الحماطي
بقلم: حسين الحماطي
- ارشيف الكاتب


حين يصبح الثائر تاجر هذه حقيقة نكره في مفهوم وأسس وأهداف اي ثورة تحررية
فكيف لنا ان ندون تاريخ الثورة ونمجد رموزها ويخلدهم التاريخ وقد تحول الكثير منهم إلى مستثمرين لقضايا الوكن والشعب المصيرية .وكيف لنا ان نقنع الثوار مستقبلا وقوى التحرير ان الثورة مبادئ واهداف جمعية وطنية وانسانية لرفض الظلم والانتصار لقضايا الوطن والشعب العادله ؟
فلم يحصل كثير ان يتحول الثائر إلى تاجر مستثمر مظالم وقضايا شعبه كطريق مختصر إلى الثروة ، وهي حالة نكره وشاذه في مفهوم و مبادئ وقيم وأهداف الثورات التحررية ،
فعلى سبيل المثال مانديلا قضى ٢٧ سنة في السجن وغاندي مثال آخر فقير ومات فقير لكن خليه التاريخ، وفي بلادنا على سبيل المثال لازلنا نتذكر الشهيد عبد النبي مدرم والشهيد غالب بن راجح لبوزة وغيرهم الكثير لم يكونوا اثريا او عوائلهم اصبحت ثرية بعد استشهادهم ،
ولا علي ناصر او سالمين او قحطان او عنتر وهم أيضا من المناضلين ضد الاستعمار البريطاني.

وهذا يقودنا للتساؤل حول بعض القيادات التي كانت توهمنا بداية انطلاق الثورة الجنوبية ومطلع العام ٢٠١٥ حين شنت قوى الحوثي وعفاش حربها الضروس على ارض وشعب الجنوب انها ثورية واصبحت في سنوات قليلة ( ثرية )قبل أن تحقق للوطن شي يذكر ولم تحقق للثورة بعض من أهدافها !

هذا مشكلة ومن والقصص النادرة والعجيبة!
والأمر الآخر حين يثور البسطاء الاحرار من الشعب ويقدموا التضحيات كواجب وطني يجب على الدولة ان تكافئهم براتب ومنزل ووسام حق لهم في هذا وتخلد أسمائهم في كتب التاريخ ، ومن هو كفاءة لا باس ان يتقلد منصب ويساهم في بناء الوطن .. لكن هل يجب على الوطن والشعب ان يدفع لهم ثمن نضالهم ؟ فيصبحوا هم الاحق دون غيرهم بتقلد المناصب وهم غير مؤهلين علميا وعمليا لهذا المنصب او ذاك فليس كل مقاتل يصلح قائد او مدير او وزير والا لماذا تقوم الثورات اصلا اذا نتائجها بالاخير تسلم المناصب والقيادة لغير الكفاءات الوطنية والتي بالتالي تنعكس سلبا على الوطن والشعب ويصبح وطن تحكمه مجموعة من تجار السياسة وشخصيات عاميه جاهله ليس لديها الكفاءة والتخصص والعلم والخبره في تحقيق اهداف ومصالح مجتمعية ووطنية عامه وتأسيس نظام مدني واداري عادل ونموذجي .
وهذه ليست قاعدة مطلقة لكن في الغالب ومنذو حرب ٢٠١٥ إلى يومنا هذا هكذا يتم تدوير الوظائف القيادية والادارية على أساس مكافأة الاشخاص المشاركين في الحرب او محسوبين على هذا القائد او على الطرف هذا او ذاك !

هل اهداف الثورة الجنوبية ان تكون هذه هي المعيار والقاعدة الغير منطقية في اختيار الاشخاص للوظائف القيادية والادارية و على هذا الأساس؟ وهل هؤلاء من يعول عليهم احداث التغيير والمساهمة الوطنية العلمية الفاعلة في اعادة بناء وتعمير الوطن ام ان ما نشاهد تناقض عجيب بين الشعارات والخطابات الوطنية وبين الافعال العشوائية البدائية والنتائج العكسية ؟!

فحين ننظر في كل مراحل التاريخ في العالم لم نرى ثائر تاجر ولا ثائر عامي غير مؤهل يكافئ بمنصب وهو ليس لديه الكفاءة العملية والعلمية ليتبؤه .
لكن الأسوأ من هذا كل هو ضرب اهداف الثورة بهكذا عمل عشوائي بدون بعد سياسي ووعي وطني ناضج ومسؤول .

وقد يقول البعض المرحلة استثنائية وتتطلب هذا ،ولكن الاصح ان الثورات الناجحة تقدم نموذج ايجابي على الواقع يرافق عملها الثوري وتحسن اختيار قيادات ومدراء كفاءات فاعله ونزيهة لكي تدعم مشروعها التحرري والسياسي ، مشروع الدولة والنظام والعدل والحكم الرشيد ويكون المشروع السياسي قريب من الناس ومشاكلهم المجتمعية وخدماتهم ومبشر لتتعمق الروابط المعنوية الوطنية بين القيادة والشعب ويصبح المواطن مطمئن واثق بمن يمثله ويعمل من اجله ويقود ثورته، ثورة التحرر من الظلم وتحقيق الاهداف الثورية والعيش في وطن يسوده العدل والمساواة ووضع الرجل الكفاءة المناسب في مكانه الصحيح.

ورغم هذا الشرح المبسط اللي يشرحه الواقع بوضوح وفي ظل مشاكل الوطن المتشعبة والمعقدة لا نقصد التعميم
حتى لا نبخس الناس حقوقهم ففي قيادات نزيهة وقيادات كفاءات ولازال الخير موجود والوطنيين والثوار الاحرار كثر رغم كلما ذكرته آنفا. لكنها وقفه امام ظاهره سلبية موجوده بغض النظر عن النسبة والاسباب وطرق المعالجة مستقبلا ،
الأهم ان تكون الصورة واضحة واستشعار وجود مثل هكذا تصرفات سلبية تسيئ إلى الثورة والى عرابي الثورة واهدافها وقد تكون نتائجها اذا ماتم التقييم المستمر ووضع المعالجات احباط الشعب وقود وقاعدة الثورة وتتبلور عنده فكرة خاطئة عن كل من يتحدث عن الثورة وعن اهدافها النبيلة اذا كانت المعطيات سلبية وعكس الاحلام والتطلعات فلم تعد الخطابات الإنشائية المستهلكة والشعارات الثورية البلاغية والسجعية ممكن تصنع عقيدة ثورية حقيقية اذا لم تكون النتائج والافعال على الواقع مرضيه وايجابية .