آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


الرأي و النقد البناء ترجمة لصوت الضمير والقيم والمبادئ الوطنية والإنسانية.

الأربعاء - 29 مايو 2024 - الساعة 10:48 م

حسين الحماطي
بقلم: حسين الحماطي
- ارشيف الكاتب


كاتب الرأي المستقل او الناقد ليس عدو النظام او الحكومة او اي مشروع سياسي وطني ، بل يعبر عن رأيه ويحاول تصحيح الاخطاء او وضع الناس في صورة الحقائق كما هي دون تزييف ، كاتب الرأي هو من يسعى إلى المساهمة بالراي لكي يكون النظام والعدل والمساواة هي الاهداف والأسس التي تنظم حياة المجتمع، كاتب الرأي هو من يدعم ويساند ويتطلع إلى تحقيق الاهداف الثورية والوطنية في اي مرحلة تحرريه .

فان كنا نؤمن ونتفق على ان الديمقراطية هي الخيار الامثل كنظام حكم الجماعة لأنفسهم من خلال ترشيخ وانتخاب من يمثلهم ويحقق احلامهم وتطلعاتهم فالديمقراطية تمحنح الكاتب الحق في التعبير عن رأيه، وان كنا لازلنا في اطار التحرير مثلا فالحرية تعتبر احد اهداف اي ثورة تحرريه و التعبير عن الرأي والموقف جزء اساسي من مفاهيم وقيم الحرية ،

فيا اخي وزميلي الناشط والكاتب والاعلامي والسياسي لا تصنفني يميني لأنك يساري ولا تجعلني اخواني لانك علماني لمجرد انني مختلف معك حول اهداف ثورية وحول الوطن وقضاياه المصيرية...فقناعتك ورأيك احترمه مهما اختلفت معك حول الوطن وهو القاسم المشترك بيتي وبينك او قضايا المجتمع والوطن والامة بشكل عام.
اقول هذا لان التناقض اصبح سلوك غير مفهوم في اليمن بشكل عام فكيف اناضل لكي اتحرر ثم اتهم بالخيانة لأنني اختلف معك في الرأي وليس في الاهداف والقيم والمبادئ المشتركة بيننا ككل.

فالمتعصب لرأيه تعصب اعمى اقول له لنعلم يقينا اننا بشر وان قناعاتنا السياسية والفكرية ليست قرآن منزه ... وعلينا احترام الاختلاف لكن لا نظن قطعا ان ما نتعبه ونروج له وندعمه مشروع او قيادات هم منزهين من الخطأ هذا اذا نحن فعلا نتعامل في اطار الثوابت والاهداف الوطنية والقيم الإنسانية والدينية .

فلا اظن ان مصحلتي من هذا او ذاك تجعلني اصنف الاخرين واصفهم بالخيانة او الجهاله لكي اثبت لرئيسي او قدوتي انني اسبر معه بنفس الاتجاه فهنا انت من تضرب اهداف الثورة وتدلس على العامة وتصنع لهم وطن محرر وقيادات مثاليه من الوهم والواقع يترجم النتائج عكس ما تصوره وتنقله وتدعمه .

لأن بيع الرأي مقابل المال او التعصب الاعمى بهذا الشكل ان حصل وهو حاصل ولكن من غير تعميم فيتحول صراع الآراء إلى وقود للصراع ومعاول للهدم والتدليس على العامة من الناس ووأد الحقيقة، والضريبة بالتالي يدفعها المواطن والشعب سنوات من الضياع والجوع والفقهر وتردي الخدمات والموت البطيء للشعب والاهداف الثورية والأحلام الوطنية المشروعة.

فالنقد حين يكون بناء وهادف هو ترجمه للضمير للقيم الإنسانية والاهداف الثورية والوطنية النبيلة، هو إنكار للمنكر والأمر بالمعروف .
الرأي والنقد بأختصار هو قيمه أخلاقية ودينية ووطنية حين يكون جوهرة ومضمونه حقيقة مجرده من النفاق والخوف والمصلحة حين يكون لله ثم للشعب والوطن والامة والانتصار لقضاياها المصيرية من غير تخندق حزبي او جهوي او فكر متطرف .