آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:19ص

مسلسل الرعب.. عندما غرتني أوراق رئيس مجلس الوزراء

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 03:58 م
صالح ناصر سالم الحنشي

بقلم: صالح ناصر سالم الحنشي
- ارشيف الكاتب


كما ذكرت سابقاً..حذرني أخي وصديق الطفوله والشباب..البطل فيصل رجب.. قال أذا تعود قرية (بير الشيخ) الله يرحمك!!!
غرتني أوراق رئيس مجلس الوزراء ... و (مسدسي) والأمر بعدم اعتراضي، وكنت متلهف لخبر ارتزاقي أول طفل....كانت المواصلات عذاب لايطاق، أخيرا حزت على مقعد خشبي في الباص المجري.. هذا ـ الباص المجري قديم جدا، و المكينة حقه في الخلف ـ وصلت زنجبار في المساء وواصلت الرحلة لقرية (الجول) لأن طريق قريتي الحبيبة التي هجرتها مرغما بالعنف الثوري... يقع الطريق وسط قرية (الجول) نزلت من السيارة ومشيت في القرية ورأيت أمامي أحد أفراد المليشيا جالس على كرسي وفوقه سراج (لمبة) وبدأ لي طربوشه ونجمته الحمراء.. بدأت عيني ترف.. أقتربت منه...
مساء الخير... الرجل عرفته من قريتنا..يعرفني وأعرفه حق المعرفة..نظر إليه، كنت لابس (سروال كاكي) وعامل المسدس فوق الحزام وظاهر للعيان . الرجل تلعثم أنا أعرفه هو - ضعيف مسكين ـ وبعدين يسمع الحديث علي؛ لأن المناضلين البدو في قريتي نضالهم كله علي، ولامعهم أي حديث إلا علي! ... الرجل كاد أن يغمي عليه.!
مديت يدي له مد يده وعينيه الكبيرتين مركزتان علي
كيف حالك ياعلي .... ماكلمني مشيت نزلت من القرية الى قريب من وادي بنا والقمر كان بدرا، وسمعت وقع أقدام من خلفي ألتفت ورأيت أربعة أشخاص يجرون حاولت اشتي اسبق وادخل الوادي... ولكن اقتربوا مني، درت بشجرة أحاطوا بي.
قالوا : أخرج. قلت لهم: أنا ماعملت مخالفة. قالوا : عندنا تعليمات إن أي واحد يمر بعد الساعة ( 8 ) نوديه المخزن عند القيادة.!
ياسلام... (المخزن) عند الجماعة أصحاب ـ رسالة الموت الذي وصلها لي البطل والصديق ذو الاخلاق النبيله فيصل رجب ـ
شهرت (مسدسي) وقلت: ماباروح معكم وإذا ما تتحركوا بطلق النار... أنا/ صالح ناصر. أعمل في الجيش، ومعي رخصة...
قابوا : بانبلغ بك أنك رفضت تجي معنا وهددتنا...
قلت لهم: أنتم هددتموني روحوا وابلغوا بي عادوا، وأنا دخلت (الدغم الاشجار) وتركت الطريق ومشيت على محاذاته، ومش بعيد منه، بعد نصف ساعة إلا (وحراثة تجر عربة، مليان مليشيا باتجاه بير الشيخ).
وصلت البيت حق صهري الله يرحمه (سالم الدوح) وأخبرتني زوجتي أنهم جاءوا وأخذوا خوها المخزن...
جلست الى الساعه (3 ) فجراً دون نوم ثم تحركت الى قرية (الخاملة) جنوباً ثم (جعولة) ثم (الكود) وإشراقت الشمس وأنا أشر بالاشارة للسيارات، وقفت لي سيارة، وتحركت الى (عدن) ثم (صلاح الدين) ثم (عمران) ثم (خرز) ثم (امصريح) مساء ووجدت أخي وصديقي الرائع عبالله سالم الحنكي.
قالوا لي : مالك..معك (15 يوم) رخصة. قلت لهم: أتركوني، أنام أولاً. وفعلا نمت مع هذه الكوابيس... وصحوت وأحدهم يحمل الغذاء ومازال يضحك
أكلنا بعدها شرحت لهم الموقف ...!
والى الحلقة القادمة..
إن شاء الله.