آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:20ص

خارطة باب الخلق

الخميس - 16 مايو 2024 - الساعة 05:06 م
د. علي عبدالكريم

بقلم: د. علي عبدالكريم
- ارشيف الكاتب


عفوا انا ااقصد اصلا خارطة الطريق التي دار وما يدور بشأنها مزيد من الجدل وتتعرض وتخضع لقراءات إما مؤيدة أو معارضة أو من يرى أنها بحاجة لمزيد من الحيوية والشمول والقابلية للمرور والنفاذ وبما يسمح لها بالمرور من عنق الزجاجة لأن موضوعاتها شائكة ومعقدة ووجهات نظر كثيرة متعارضة حولها وكل يحمل الآخر مسؤولية إعاقة مضيها قدما خاصة ذاك الطرف الذي يتعنت عبر تلويحه المستمر باذكاء وتسخين جبهات المعارك الحربية تجنبا لها
طبعا أنا لا اقصد هنا باب الخلق أو باب اللوق من أحياء القاهرة الخديوية العتيقة الجاري إعادة رونقنهما وفق خطة يدركها أصحاب الشأن ومتطلبات إنجازها وفقا لذلك
لدينا خارطة للحل السياسي جرت بشأنها مفاوضات ولقاءات دارت رحاها من صنعاء الى الرياض وكانت مسقط الوعاء الراعي أو الإناء الداعم لمراحل ومتطلبات وشروط نماء البذرة مع اختلاف مدخلات الحرث والرى من قبل الأطراف كل يراها من منظوره الوطني الخاص وندرك قدر الامكان بأن السلطنة تحرص دوما على ألا ينكسر الإناء فيضيع الحلم والخارطة والطريق معها هباءا كانت السلطنة حريصة على حيادية دورها مع علمنا أن لها قراءتها الخاصة وهي تراجع شروط الانبات والنماء مع جارتها الكبرى و مع جار لها له أنيابه التي عبرها تجاوزها إلى صنعاء وباتت مخالبه تدمي جسد الجار الكبير من جانب وتدمي الوطن كله لأن قراءتها لمراعاة ما تم زرعه وريه مشروط بمواصفاتها قهرا وجبرا تدرك السلطنة تلك القراة الإيرانية كما تدرك مخاوف الشرعية التي تحرص على المحافظة على الإناء المكرس لتنمو به نبتة صالحة بشروط وظروف نماء واجبة التواجد اساسا لخروج البذرة من شرنقة البقاء معلقة بين الحياة والموت ذلك لن يتأتى ألا وفق المرجعيات التي يعترف بها العالم الذي بات تحكمه المصالح وتوازنات القوى على الأرض وفي الإقليم والمحيط وكلما تغيرت الحسابات نجد ناقوسا وجرسا امريكيا يطرق أبوابا ولكل باب طرقته التي توتي اكلها فحديثه مع طهران يهمه في الأساس النووي الإيراني واذرعها الممتدة و المقلقة لحلفاءها وهنا تتم تسوية تبايناتهما على حساب الخارطة التي تحقق فعلا أمن واستقرار ووحدة اليمن
الامريكان يهمهم اساسا أمن إسرائيل على حساب فلسطين وشعبها يهمهم بعد ذلك نفط الخليج وتواجد قواعدهم هناك مع ما بات ضرورة لتسوية ملف الصراع العربي الصهيوني عبر جر الخليج لخارطة التطبيع الابراهيمي اولا وبعدها يرى أن تمكن من مد النظر لكيفية تسوية ملف الصراع في بلادنا وملفات أخرى لأن مشاغلة في اوكرانيا وارتباط ذلك بروسيا والصين تظل هاجسا لهما اولوية
هذا المنظور لا يختلف في الجوهر مع باقي مواقف دول سايكس بيكو بريطانيا وفرنسا اساسا ولعل الكثيرين اطلعوا على حديث السفيرة الفرنسية في بلادنا الذي نشر بجريدة الشرق الأوسط السعودية واعاد نشره موقع الاشتراكي نت حديث ناعم ملغم واشاراتها واضحة بأن ملف الأزمة معقدا للغاية مشيرة لمسولية الحوثي لكن لم نرى موقفا واضحا من الصراع ومع من ابتداه اصلا أنها مصالح الغاز والنفط وحين تم سوالها حول هذا الأمر باعتبار فرنسا مستثمرا رئيسا قالوا اسالوا الشركة اليمنية المسؤولة
نحن كيمنين نريد خارطة طريق حقيقية لا تتناولها الأهواء والمصالح ولا يقال إن الخارطة ستبنى بما يتماشى مع طبيعة القوى الحية على الأرض نحن نقول بوضوح كامل استمرار الحرث على هذا المنوال سيعيدنا لمربع صراع مصالح وتباينات القوى التي تم استزراعها على الأرض غصبا حتى وإن كانت البيئة الوطنية ترى خلاف ذلك
لذا سيكون من الضرورة بمكان أن يتوافق اليمنيون اولا وان يتخلى الطرف المتعنت عن تشرنقه داخل محرابه إلى ساحة وطنية يشارك فيها الجمع الوطني وفق قاعدة متابعة نتائج مؤتمر الحوار الوطني وقبل ذلك لابد من مصالحات وطنية حقيقية في البدء منها القضية الجنوبية كقضية وطنية رئيسية حلها يسهم في حل قضايا الصراع والخلاف الوطنى حول طبيعة الدولة وأسلوب تقسيم الثروة وهنا بمكن لمشورة ومساندة دول التحالف ودول أخرى خاصة دور خاص بهذا المضمار ونحن على أبواب قمة عربية تقول المؤشرات بأن ملفات غزة اولا اليوم واليوم التالي ماذا بشأنها كما ستقف القمة بمسوولية كاملة أمام ملفات الأزمة في بلادنا والسوان الشقيق وليبيا
نأمل ذلك
ونختم بالقول نريد فعلا خارطة متماسكة مكتمكة البنيان تسمح للجنين بالنمو في أحشاء محاصرة مضطربة وان يكن النمو سليما بما يكفل بخروج المولود من رحم باب الخلق سليما معافي غير مشوه ولا يتعرض للانتكاسة بعد خروجه من باب الخلق سليما معافى