آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-11:54ص

هؤلاء هم اهل العزم !!

الإثنين - 19 فبراير 2024 - الساعة 08:58 ص
عبدالناصر السنيدي

بقلم: عبدالناصر السنيدي
- ارشيف الكاتب



قال المتنبي ذات يوم.. على قدر اهل العزم تاتي العزائم وعلى قدر الكرام تاتي المكارم... 
ضل هذا البيت حيا في التاريخ ويصول ويجول في ميادين الانجاز  الكبرى يستحضر  تقديرا لأُناس عظام كسبوا معارك وانجزوا اعمال كبرى وسطروا مأثر من بين براثن المستحيل... 

كتب الصحفي الكبير على منصور مقراط ان عدن شهدت اليوم حدثا كبيرا وكان يشير بحديثه في مقالا الى تخرج دفعه الجامعيين في الكلية العسكرية... 
اشاطره القول ان الحدث ليس كبيرا فحسب بل حدثا جلل.. لكم التحدي الذي رافقه وكم التعب وكم العرق والجهد وكم الاصرار لقائدا كبير وعظيم قال ففعل.. وعد واوفى بالوعد..قد يستغرب البعض قولنا وينعتنا بالمبالغة.. ولسان حاله يقول حدثا عاديا.. اين الاندهاش فيه.. ولم الاندهاش!! 
الذي شاهد اطلال الكلية بعد الحرب.. والذي يعرف تفاصيل الدمار النفسي لدى الجميع.. والذي يعرف الامكانات المتاحة ماديا ولوجستيا.. والذي يدرك تعقيدات الظرف السياسي وتراكمات الحرب وما خلفته من قوى مختلفة.. سيدرك مانقول.. سيدرك ان عمل كهذا وهو افتتاح كلية عسكرية وتدبير مواردها من المجهول سيدرك صعوبة اتخاذ قرار كهذا.. 

نحن امام شخص وزير الدفاع وضع اوليات مهمة في بناء الجيش المنهك وادرك ان جيش بدون ضباط صغار ودماء جديدة تعيد له الحياة يكاد يكون مستحيلا... بناء جيش بدون تدريب حديث هو الحركة في اللا معقول لهذا قرر ونفذ واشرف واليوم نحصد اربع مئة ضابط من الجامعيين 
هذا عمل يحسب ايضا لرئيس الاركان ونائب رئيس الاركان.. عمل يحسب لقائد الكلية العسكرية ومدرسيها الذين لم يألوا جهدا لتفيذ المهمة... 

اليوم ارتص الجميع كالبنيان في صفوف وارتال عسكرية تعكس تحول القاده الصغار من مدنيين الى عسكريين تعكس ناتج التدريب في عرض عسكري مهيب وكان  منظراً تقشعر له الابدان جمالا وروعة.. وتهتز لخطوات العرض المشاعر.. وترفع الرؤوس اصواتهم المشرئبة.. وبما اني احد الذين مروا من هنا.. احد الذين تركروا جزء من اجسادهم هنا منصهرة مع الاسفلت الاسود استطيع ان اشعر بما يشعرون واتوحد مع خلجاتهم وافرح مع فرحتهم بالنجوم التي تتلألأ على اكتافهم مثل نجوم السماء اصفرارا.. 

مرحا لكم السيد الوزير ومرحا لكم السيد رئيس الاركان.. ومرحا لكم نائب رئيس الاركان ومبروك لكم هذا الصف القوي والكبير من البنيان.. تستحقون الشكر والثناء وتستحقون الربت على اكتافكم وتسحقون الدعم من الشعب الذي فرح اليوم بهذا المنجز الكبير والمفاجئ.. 

نشد على ايديكم المزيد من العطاء، والانجاز وتشييد المزيد من المدارس العسكرية على مستوى ضباط الصف والجنود لمواكبة التطور.. كلنا ثقة بكم بان لديكم المزيد كضباط قداما وكشعب نشهد هذه الانجازات بكل فخر واعتزاز.. فلا اقتصاد قوي ولا انجازات تنموية دون جيش قوي يحمي ذلك... 
ندرك. ان الطريق طويلا وصعبا وشاقا 
ومتعرج مليئ بالمنحدرات والمطبات لكن لا مستحيل امام اهل العزم المتسلحين بحب الوطن وعون الله عز وجل.. 
ابارك للخريجين التخرج لقد انجزتم الصعب وامامكم الاصعب والى العليا ياوطني 

            كتب عبدالناصر السنيدي